انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إحتجاجات أو ما يشبه السيرة رقمياً

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    إحتجاجات  أو ما يشبه السيرة رقمياً Empty إحتجاجات أو ما يشبه السيرة رقمياً

    مُساهمة  Admin الجمعة أكتوبر 22, 2010 2:44 am

    1967 : أطلقتُ احتجاجي البكر في مدينة كربلاء.
    1968 : إحتجاجاً على بكائي السرمدي وعجز الأطباء، اقترحت حكيمة العائلة على وضعي في المقبرة المقبرة، فإن بكيت، فهذا دليل على اني سوف أعيش ردحاً من الزمن، ويا ليتها حددته بألف عام.
    1969 : أبي أطلق احتجاجه الأخير وهو في سنّ الخامسة والعشرين، دفاعاً عن جارته، فأورثتنا شهامته البؤس والانكسارات.
    1970 : إحتجاجاً على اغتيال حياتها الزوجية وهي في سنّ السابعة عشرة من عمرها، رحلتْ أمي إلى بيت والديها مرغمةً .
    إحتجاجاً وتعويضاً على فقدها لولدها البكر تتشبّثُ بي جدتي .
    وإحتجاجاً على كلّ ذلك ، ما زلتُ ألعن طفولةً عشتها قسرياً ، مصراً على خيطٍ رفيع من العزوبية يكون رفيقي الدائم .
    1970 : أول مشهد في ذاكرتي لخال أبي وعمّ أمي، وقد أطلق احتجاجه الأخير، والنسوة حول جثته لاطمات على شكل حلقة، إحتجاجاً على الموت الذي أذلهنّ.
    1974 : إحتجاجاً على طفولة لم تستنشق أشعّة الشمس، عملتُ خبازاً، في مخابز التموين حيث التمتع بكل بشاعات الحرمان وقتل الطفولة.
    1975 : إحتجاجاً على براءة قُمعتْ تعرضتُ الى جُرح في يدي اليسرى، سيظل شاهداً على ...
    1977 : إحتجاجاً على مناهج الدراسة، أقتنيتُ أول كتابٍ في حياتي، وكذلك عملتُ في صناعة التحف النحاسية، مستنشقاً مخالفات قانونية ومواداً سامة، احتجاجاً .......
    1978 : إحتجاجاً عليّ، كتبتُ أول قصيدة، متناولاً طفولتي الأسطورية البائسة
    1982 : أطلقتُ إحتجاجاً آخرَ، وبذا انتقلتُ للعيش مع والدتي، وحملت معي مكتبتي.
    1983 : إحتجاجاً على عملي في التحف النحاسية، عملتُ مصوراً فوتوغرافياً، وتحديداً يوم الخامس من شهر كانون الأول، جاعلاً من ستوديو الفنون ملتقى أدبياً.
    1984 : إحتجاجاً على كسلي المحتمل ودعتي المفترضة، قمت برمي دفترٍ ضخمٍ متخمٍ بالقصائد في تنور جدتي، لأبدأ من جديد أكثر إصراراً على التجاوز. وتكررت المحاولة.
    1986 : إحتجاجاً على أبواق الحرب والأدب التعبوي، أصدرتُ ديواناً من نسخة واحدة وبخط اليد، فطاف على الاصدقاء، الذين كتبوا عنه عروضاً بخط اليد ومن نسخة واحدة أيضاً.
    1987 : تلبيةً لأحتجاجات الأصدقاء، نشرتُ أول قصيدة لي في جريدة العراق، وأستلمتُ 15 ديناراً عراقياً، كمكافأة، سلمتها لوالدتي لأثبت لها أن الشعر مصدر فقر عظيم.
    1988 : تركتُ مقاعد الدراسة إحتجاجاً .. وخشية أن تبلى أحلامي، فسوّقتُ للخدمة العسكرية سافحاً رغماً عني أربع سنوات من قدّاح شبابي.
    1991 : إحتجاجاً على تزاحم الشعارات الطائفية على جدران وشوارع مدينتي التي ابتهج
    باستباحتها النظام، كتبت مجموعة قصائد لم أنشر منها إلاّ النزر اليسير.
    1993 : إحتجاجاً على إعتقال رفات أسلافي تركتُ العراق الى الأردن، وذلك في الثالث والعشرين من شهر نيسان. وحين عبرت الحدود مصادفةً التفت فكانت الدموع تسجّل غربة تذوقت مراراتها وشهدها.
    1996 : إحتجاجاً على عبثية وجودي في الأردن، قدمتُ طلباً لقبولي لاجئاً سياسياً وكان ذلك في الثاني والعشرين من شهر تموز، وقد تمّت مقابلتي في الحادي والثلاثبن منه، وفي الحادي عشر من شهر آب تم قبولي، وفي الثامن عشر منه تسلمتُ النتيجة. وخمنت لاحقاً سبب سرعة قبولي أنني دخلت المقابلة بدون أوهام.
    1997 : إحتجاجاً .. اتجهتُ الى أقصى جنوب الجنوب ، بحثاً عن طفولة الشمس الموهومة،
    فوجدتُ المنفى يجلدني بسياطه. حيث غادرت الأردن يوم الأثنين في التاسع عشر من آيار، بعد أن قضيت فيه 4 سنوات و26 يوماً، ووصلت نيوزلندا يوم الأربعاء في الحادي والعشرين منه، تاركاً دموعي في الطائرة لتغسل أحلامي بمستقبل باهر .
    1998 : إحتجاجاً على جهلنا التام بتاريخ العراق، بدأتُ مشروع قراءة تاريخ العراق شاملاً، فاكتشفتُ أن العقل السياسي العراقي واحد، ويستنسخ بعضه بعضاً، وأن الضحايا تتخذ من جلادها مثلاً أعلى لها، وأن لا معارضة في القاموس السياسي في بلدي بل منازعات وتهافت على السلطة.
    1999 : إحتجاجاً على صمتي .... نشرت دار ألواح – مدريد – ديواني الأول "أشَدّ الهَديل".
    2000 : إحتجاجاً على هول المسافة بيني وبين العراق، ثَبّتّ رسمياً اسم "فرات".
    وفي الأول من تشرين الأول أقمت أمسية مع شاعرين امريكي وماوري (سكان نيوزلندا الأقدم) في مسرح الوطاويط حيث امتلأت المقاعد (96، 98) مقعداً وثمن التذكرة 10 دولارات لأصحاب الدخل المنخفض و12 دولاراً لسواهم.
    2001 : إحتجاجاً على عزلة منفاي، زرتُ الأردن، والتقيتُ بوالدتي بعد فراق استمر ثماني سنوات وسبعة أشهر وأحد عشر يوماً وخمس ساعات.
    2002 : إحتجاجاً على قساوة الخريف في بلدي أصدرتُ " خريف المآذن " عن دار أزمنة- عَمّان، الذي لاقى حفاوة من عشاق الربيع وفيروز.
    2003 : إحتجاجاً على رعونة الدكتاتورية وقساوة الحروب، أقمتُ واشتركتُ في عدد كبير من الأمسيات والندوات والبرامج واللقاءات، موضحاً رأيي المناهض لكليهما. وكانت أبرزها أمسيتي في مسرح القديس يحيى، حيث فاق الحضور ال 180 شخصاً، وكان ثمن تذكرة الدخول عشرة دولارات.
    2004 : احتجاجاً على تمكن العزوبية مني، ارتكبتُ أجمل حماقاتي. وكان عاماً حافلاً بالاكتشافات والنجاحات، وفيه كثرت الكتابة عن شعري باللغتين العربية والانكليزية.
    2004 : أيضاً، أصدرتْ دار هيدووركس في العاصمة النيوزلندية ويلنغتن، ديواني " هنا وهناك " بالانجليزية. وهو أول كتاب يُترجم من العربية للانكليزية في نيوزلندا
    2005 : احتجاجاً على إمتهان العمل لأنسانيتي، واحتفاظاً بحبي العميق لنيوزلندا، رحلتُ إلى بلاد الشروق والشمس وبالتحديد، هيروشيما ذات الأنهار الستة.
    2006 : إحتجاجاً على عزوف الناشرين والقرّاء عن الأدب، دار نشر إيرل أوف سيكليف آرت وِرك شوب في العاصمة النيوزلندية ولنغتن، تقرر إصدار سلسلة كراريس أدبية مفتتحة مشروعها، بكاتب هذه الاحتجاجات، وقبل أسابيع قليلة من أفول السنة أصدر المركز الثقافي العربي السويسري ( زيورخ – بغداد ) عن منشورات بابل ديواني " أنا ثانيةً وهو الثالث لي بالعربية .
    2007 : إحتجاجاً على عزلتِهِ في هيروشيما، وكأنّ كربلاءَهُ لم تكن منارةَ حزنٍ ودموع، نَشرَتْ له دار ألفالفا في مدريد، ديوانه الأول باللغة الاسبانية بعنوان: في ظلال، المنافي بينما دار التكوين في دمشق، نشرت كتاباً عن تجربته الشعرية ضم الدراسات والمقالات والآراء التي قيلت في خريف المآذن ، وفي مجموعته
    الانكليزية الاولى " هنا وهناك " باللغتين العربية والانكليزية ( ترجم المقالات للعربية د.عبدالمنعم الناصر،د. ماجد الحيدر ) وقد أعدّ الكتاب وقدّم له الناقد زهير الجبوري ، تحت عنوان" مئذنة الشعر " ، أما دار نشر The Night Press في نيوزلندا فقد أصدرت إصداره الشعري الثالث باللغة الانكليزية .
    2008 : إحتجاجاً على رحيل سركون بولص، وتفشي ظاهرة كُتاب المراثي الذين لم يكلفوا أنفسهم تذكر مبدعينا إلا بعد موتهم، أجرى الشاعر وديع شامخ حواراً معي حول علاقتي بسركون بولص، وآراء سركون بالكثير من القضاياً بما في ذلك إيمانه المطلق بوحدة التراب العراقي وحقيقة كركوك التي لم تكن إلا عراقاً مصغراً بماضٍ أكدي عريق، وحاضر يمثل عراقاً متنوعاً مع وضوح مميز للتركمان فيها، وتحت إلحاح الأصدقاء توسعنا بالحوار، ليكون كتاباً، أجاد الشاعر وديع شامخ في محاصرتي بأسئلته العميقة والثرية،أدبية وفكرية وتاريخية مع تحليل لأنماط الأنساق الثقافية، ليصدر عن دار التكوين في دمشق، مع شهادات ودراسات عن تجربتي الشعرية، تسبقه مقدمة للناقد الدكتور حاتم الصكر، وقد كتب عليه إصدار 2009 .
    في الحادي والثلاثين من تموز 2008 غادر المدينة الأثيرة لديه هيروشيما، إلى جنوب شرق آسيا، واتخذ من فِيَنْجان عاصمة جمهورية لاوس مستقراً له إلى حين، ومنها كان ينطلق إلى غابات وجبال واحراش وتلال ومستنقعات جنوب شرق آسيا، منغمساً في دياناتها واثنياتها وثقافاتها.
    2009 : إحتجاجاً على معاناة المثقف العراقي، إرهاباً وتهميشاً، قررت الحضارة للنشر – القاهرة، نشر أربع مجاميع شعرية على نفقتها الخاصة، وكلفتني باختيار ثلاثة شعراء آخرين، فصدر ديواني الرابع " الى لغة الضوء ".
    2010 : احتجاجاً على تَوَحده بمنفاه، دار نشر هيدووركس افتتحت العام بإصدار " لا قاربٌ يجعلُ الغرقَ يتلاشى " مجموعته الشعرية الثالثة باللغة الانكليزية والثامنة في تسلسل ما نُشر للشاعر. كما أن الحضارة للنشر ( القاهرة ) أصدرت كتاب " الرائي .. باسم فرات .. دراسة ومختارات وحوار " وهو من إعداد وحوار الأديب ناظم السعود، وشمل الكتاب مقدمة بقلم الشاعر عيسى حسن الياسري، ومختارات شعرية لم ينشر غالبيتها سابقاً، ودراسة عن المختارات كتبها الناقد فاضل ثامر، وشمل الحوار 70 سؤالاً وجهها السعود لباسم فرات.
    2011: احتجاجاً على تمرد منافيه عليه واستيطان السرطان في جسد أمّه، زار العراق بعد غياب دام 18 سنة و25 يوماً، ليعيش تناقضات الحياة بكل صورها، فرح العودة ولقاء الأهل والأصدقاء وأمسيات وحفاوة كبيرة من الوسط الثقافي العراقي في بغداد والحلة والبصرة وسوق الشيوخ وديالى وثراء محبة في مدينته من غالبية مثقفيها، وفي ذات الوقت آلام والدته وتوجعها من سرطان غزا جسدها ومن ثم موتها على صدره.
    2012: احتجاجاً على أحزانه وهو يراها تتناسل أمام عينيه، واكتشافه أن مصالحته للمدن والأمكنة تخلصاً من حنينه لعراقِهِ، قد وَلّدَ لديه حنيناً لكل الأمكنة التي زارها وعاش فيها منغمساً بثقافاتها، فصار عراقياً ونيوزلندياً ويابانياً وآسيوياً وهندياً أحمرَ، يصدر ديوانه "بلوغ النهر" وهو شهادة ولادته بمياه الكون. وقد صدر في السادس والعشرين من شباط، عن الحضارة للنشر في القاهرة.
    ترجم شعره الى عدد من اللغات العالمية، واختيرت بعض قصائده في عدد من الانطلوجيات وبلغات مختلفة.
    منذ الثاني من تشرين الثاني 2011 يسكن العاصمة الاكوادورية كيتو، عند خط الاستواء وفي جبال الانديز على ارتفاع 2840 متراً فوق مستوى سطح البحر. منتشياً بمحاولاته اليائسة لردم جراحاته وآلامه في غابات الأمازون، مردداً أناشيد الكنياريين والكوفيان والخيبارو وسواهم من الأثنيات التي تزدان بهم الأكوادور.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:43 pm