انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    علاء حمد: مفاهيم النص واللامحدود في نصوص الشاعر العراقي باسم فرات

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    علاء حمد: مفاهيم النص واللامحدود في نصوص الشاعر العراقي باسم فرات Empty علاء حمد: مفاهيم النص واللامحدود في نصوص الشاعر العراقي باسم فرات

    مُساهمة  Admin الجمعة يناير 29, 2021 1:58 am

    مفاهيم النصّ واللامحدود في نصوص الشاعر العراقي باسم فرات
    الإهداء إلى شهداء انتفاضة التحرير المجيدة
    كتابة: علاء حمد – العراق
    نبقى مع اختلافات النصّ وعلاقته اللغوية، حيث نستطيع أن نلاحظ السببية العليا، ويستطيع الشاعر من خلال الكتابة أن يلاحظ خارج السببية، وذلك لأن النصّ الشعري يكون امتلاكا ويستطيع أن يتلاعب بلغته بين الحين والآخر، فهناك أنواع معينة من سلاسل المعاني وكذلك سلسلة الفن وكيفية التخاتل بين أحداثه ولكن بنمط معين يرتديه الشاعر وينزعه متى يشاء، فقصة اللامحدود ليس بلوغ اللغة وعنفها، بل هناك لغة الأحلام التابعة للغة خاصة يختارها الشاعر في حالة تحولات الذات، ويدخل ساحلها بزورق آمن، فتتم العملية، كعملية طردية، بين الأحلام المتعددة وبين اللغة التي تتعدد في المحتوى والانتقالات بين الحين والحين.. فسيطرة الكتابة الشعرية أي الثقل الشعري يعد علامة من علامات الممارسة العملية الخلاقة، فيكون للكلمة سطوة، تسطو على المركبات وتحوي فاعليتها، حيث يكون لفعل الإثارة الحيز الممكن في ثقافة اللامحدود الشعرية..
    لقد خطا الشاعر العراقي باسم فرات خطوات عديدة وهو يلجأ إلى أحكام اللامحدود من خلال نصوصه المتنوعة، لذلك امتلك مساحة واسعة من الخيال، وتحرك فعل المتخيل في هذه المساحة، لكي لايكون في دائرة الانغلاق الشخصي.
    يميل الشاعر إلى بعض المسميات والممكنات التي تعلقت بالذات؛ فأحيانا يستعير حلما، وأحيانا يستعير تشبيها، وأحيانا يكون النصّ إصابة لحدث واقعي. فيتمكن الخيال من الربط بين العناصر المذكورة، بل يبحر في مساحاتها الواسعة، فتكون الكتابة التلقائية من سمات الذات العاملة المتحولة..
    اعصري قميصي
    لتتناثر قبلاتكِ وتُعطّر المكان
    اعصريه
    لتري شغفي آثار ملاجئ
    ورمال حكايات ثقّبها الرحيل
    لتري آثامي
    طيوراً وأنوثتلك شلالات
    تستحمّ بها الأنهار
    قصيدة شلالات – ص 28 – أهزّ النسيان
    من أقرب المسميات التي ذهب إليها الشاعر باسم فرات، هي حالة الاستعارة التي وظفها في النصّ، فكون كائنه المميز من خلال فعل المتخيل، لذلك فإنّ الإثارة أصبحت فردانية بطاقة خيالية أراد منها أن تكون إحدى المنشطات الذهنية وهو يقودنا إلى مشهده الشعري.
    يتحول النصّ إلى كائن يمتاز بفعل القول، فنستنتج ذلك الجدل المثير بين القراءة والكتابة.
    اعصري قميصي + لتتناثر قبلاتكِ وتُعطّر المكان
    اعصريه + لتري شغفي آثار ملاجئ + ورمال حكايات ثقّبها الرحيل + لتري آثامي + طيوراً وأنوثتلك شلالات + تستحمّ بها الأنهار
    لقد جعل الشاعر من قميصه الصندون المخزن لكلّ شيء، ومخزَن القميص هو البلل، حيث إنّه التجأ إلى إثارته ليجعله أحد كائناته الاستعارية ومنها التشبيه، فالعنصر السببي طارد الاستعارة، وطلب من الطرف الآخر أن تكون في المشهد وجزءا من العمل التوظيفي..
    الأشياء المخزنة التي أطلقها الشاعر باسم فرات، لها نهايتها، أي يجب أنت تنتهي إما إلى الأعلى أو إلى الأسفل، ونهاية الأشياء لاتعني لنا بأن الشاعر توقفت حركته، فالنهر يبث الماء ويجري غيره، أي هذه الأشياء إن انتهت إلى الأسفل فسوف يحلّ محلها أشياء جديدة، وخصوصا أن الشاعر يذكرنا وهو يتذكر أيضا، فنحن في منطقة الفلاش باك، أما إذا انتهت إلى الأعلى، فهناك تصاعد في البيان المنطقي، أي ولادات جديدة من كلّ جملة تصاعدت إلى الأعلى، فيكون للجملة مجاورات عديدة..
    إذا اشتركت الذات مع ذات أخرى، فسوف تقودنا إلى الذاتيات أي هناك أكثر من ذات ظهرت في النصّ الشعري الذي اعتمده الشاعر، ولكن من خلال القول والقول الشعري، نلمس ذاتا واحدة متقدمة على ذوات الآخرين. لماذا نطلق قولين وليس قولا واحدا، فالأول قول الذات المشتركة، ونؤكد على الثاني، القول الشعري الذي يجرد حالته من خلال قول الشاعر كباث حلّ محلّ القول الأول..
    في شتاء بغداديّ بعيدٍ
    كنت أشاكس السكارى
    أولائك الذين تركوا تمثال الشاعر بلا عرَق
    الشطرة الذين طوّقوا المكان
    لم يجدوا في جيوبي سوى محطات فارغة بانتظار الأملِ
    كنت محظوظاً
    لم يسألني الشرطيّ
    احتفظت بقصيدة تتعرّق بالدموع
    بلّلت السماء بها
    حتى تعرّى غموضها
    .
    .
    كم سماءً تحتاج لتصطاد شاعراً؟
    قصيدة : السماء تصطاد الشاعر – ص 38 – أهزّ النسيان
    لماذا نؤكد دائما على اللغة المختلفة؟.. ربما يسأل سائل هذا السؤال، أو ربما آخر لاينتمي إلى هذا النظام الحديث، فاللغة المختلفة نحصل منها على معاني؛ فعندما يستقرّ النصّ ويصبح مكتوبا، يكون قد خرج من ذات مستقرّة، وعرفت الذات كيف تعالج النصّ الشعري قبل كتابته واستقراره. (( بالعودة إلى تعريف النصّ على أنّه تثبيت بواسطة الكتابة، فإنّ هذا التثبيت يفترض قدرا من البنيات للحصول على المعنى، أي هناك انتظام للغة حتى تتمكن من تقديم معنى ما. – ص 26 – اللغة والتأويل – عمارة ناصر)).
    فيمرّ النصّ عبر بناء علاقات داخلية، بالإضافة إلى العلاقات الخارجية، وتكون بنية النصّ ذات حركة من خلال الأفعال الحركية والأفعال الانتقالية، وكذلك يكون لفعل الإثارة ميزة خاصة وهو يجانس النصّ والجمل الشعرية المتماسكة..
    في شتاء بغداديّ بعيدٍ + كنت أشاكس السكارى + أولائك الذين تركوا تمثال الشاعر بلا عرَق
    الشرطة الذين طوّقوا المكان + لم يجدوا في جيوبي سوى محطات فارغة بانتظار الأملِ + كنت محظوظاً + لم يسألني الشرطيّ + احتفظت بقصيدة تتعرّق بالدموع
    بلّلت السماء بها + حتى تعرّى غموضها ..كم سماءً تحتاج لتصطاد شاعراً؟
    ننظر إلى جسد النصّ من منظور تصويري، ونعتبره كصورة كبرى، تكوّن من جزئيات وجمل وعبارات، وكانت الإشارة إلى الأشياء شغلت مساحة من النصّ، فلا نستطيع أن نتخلى عن المنظور البصري، بل الصورة البصرية والتي لها فعالية كبرى في التأثير والتأثر. ننظر إلى هذه الجزئيات حركتها وتحولاتها ضمن بيت الصورة الكبرى، فتارة نلاحظ أن الشاعر في المشهد الخارجي، وتارة نلاحظه قد انتقل إلى مشهد داخلي؛ وفي جميع الأحوال، فالمشهد الذي رصده الشاعر العراقي باسم فرات، تكلم عن الشارع البغدادي، أي العاصمة بغداد، وبما أنه في لهيب السنتر، فإذن كان التصوّر المنقول تصورا عراقيا بالدرجة الأولى؛ ومن هنا من الممكن أن نقدر النصّ بأنه ضمن المحايثة النصية؛ فقد انفصل النصّ عن العالم الخارجي وأصبح غير تابع، فليس هناك أي شيء خارج النصّ، فهو الحامل لتفاصيل المعاني، والذات وحدها اعتنت بموضوع المحايثة النصية.
    الأمازيون
    بنوا لي حلما يتوسّط انهارهمـ
    تحته شلالاتٌ
    نبضها قوارب مليئة بأصوات طيور
    أزاحوا أنين الماضي بعيدا
    وعلى أطراف الحلم زرعوا آسا
    قال كاهنهم هو ما تتشاق إليه
    من أرض سومر.
    قصيدة: أمازيون – ص 46 – أهزّ النسيان
    عندما يتجه النصّ الشعري إلى ما يدور من حوله من صمت، فيكون العالم صامتا، بينما النصّ تحوّل من مقروء ذهني إلى مقروء كتابي، وفي هذه الحالة ستكون هناك معادلة : الصمت = النطق.. حيث إنّ العالم صامت، بينما تكون كلمات النصّ الشعري ناطقة.. ونستطيع أن نقول أيضا ونحن باتجاه النصّية :
    العالم الصامت = النصّ الناطق، فالكلمات تشكل جزءا من النصّ، وهي التي تنطق أخيرا من خلال تقبلها لعملية التركيب.. فالعالم يؤدي إلى لغة، واللغة تؤدي إلى تأويل والتأويل يؤدي إلى الذات، ولوعكسنا المعادلة وبدأنا بالذات، فسوف نكون مع ذات عادية، فاللغة هي التي تحوّل الذات، وتكون حاضرة من خلالها، لترسم مساحتها الخيالية..
    الأمازيون + بنوا لي حلما يتوسّط انهارهم + تحته شلالاتٌ + نبضها قوارب مليئة بأصوات طيور + أزاحوا أنين الماضي بعيدا + وعلى أطراف الحلم زرعوا آسا + قال كاهنهم هو ما تتشاق إليه + من أرض سومر.
    تمثل مفردة الأمازيون جزءا من العالم، وسكان نهر الأماوزن الشهير، معروفون لدى الجميع؛ إذن نستطيع أن نقترب من العبارة التي أطلقها النصّ الشعري للشاعر العراقي باسم فرات :
    الأمازيون = العالم .. العالم = الصمت من حول الشاعر.. نذهب إلى حالة من الاستدلال لكي نستطيع أن نقع على الفعل القصدي ومن بعدها الفعل التأويلي من خلال المشهد الأمازوني المرسوم :
    الأمازيون = العالم .. العالم = الصمت .. إذن : الأمازيون = الصمت.. فهل كان الأمازيون يتبرقعون بالصمت لحظة كتابة القصيدة ؟ لسنا بصدد حركة السكان، إن كانوا صامتين أو غير صامتين، نحن بصدد حركة النصّ ومثوله أمام الفعل التأويلي، إذن، عندما كان الأمازيون في رؤية الشاعر من الصامتين، فهذا لايعني لنا بأنهم فقدوا الكلام، بل بالعكس، صمت الشاعر التفكري، هو الذي يجعل رؤية الباث نحو الصمت، فهو يرى من خلال مساحته المرسومة كلّ شيء صامت أمامه، إلا النصّ، يكون متحركا وناطقا في نفس الوقت..
    الأمازيون = بنوا لي حلما يتوسّط أنهارهم.. إذن هناك بعض الأحلام يتمتع بها سكان الأمازون، وأرادوا أن يشاركوا ضيفهم بحلم، حلم يتمتع بالجنة، ودلالة هذه الجملة المنطوقة، بأن الشاعر اختلط مع سكان الأمازون، حيث نستطيع أن نذهب إلى الوعي الذاتي، وهو الشيء الوحيد الذي يكون في صلب الحقيقة، وذلك من خلال الذات العاملة والتي تحولت إلى حلم أيضا، فيصبح لدينا حلمان، حلم حقيقة سكان الأمازون، وحلم الذات المتحولة لكي تستطيع الكتابة بمنظور متقارب من الحقائق المطلقة..
    لقد استطاع الشاعر ومن خلال الأشياء أن يظهر ذوبانها في الدال المادي للقول الشعري، حيث إنّ الأشياء التي دارت من حوله تمثلت بـ : نهر الأمازون، سكان الأمازون، الأنهر، الشلالات، القوارب، الأصوات والطيور.. نتوقف هنا كمثال فقط، وإلا حتى صوت الشاعر يتمثل من الأشياء، وكذلك صوت الشلالات، وإلى آخر القائمة الطويلة.. لم نكن هنا خارج ذات الشاعر الشاعرية، فهي تمثل الدال الثاني من خلال رحلتها واقتناصها للأشياء العائمة في داخلها..
    إشارات :
    جزء من مادة مطولة تحت عنوان : المفاهيم الجدلية في النصّ والنصية
    في نصوص الشاعر العراقي باسم فرات .. لكتاب عربة الشعر.
    باسم فرات : شاعر عراقيّ يقيم خارج العراق منذ سنوات عديدة،
    وقد أصدر العديد من المجاميع الشعرية
    المادة خاصة بالناقد العراقي
    علاء حمد : عراقيّ مقيم في الدنمارك..
    https://www.alnaked-aliraqi.net/article/80892.php?fbclid=IwAR28EXC7ENJVvML6Sgpd32K-9B8SoFn9F_KOowcGdy-EoB1bNin9zovXAWM

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:43 pm