انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    عناقٌ لا يقطعهُ سوى القصف

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    عناقٌ لا يقطعهُ سوى القصف Empty عناقٌ لا يقطعهُ سوى القصف

    مُساهمة  Admin الإثنين أكتوبر 25, 2010 5:15 pm

    مأخوذًا بما ستطلقُه يدايَ
    من محبةٍ وذكرياتٍ، جَفَّفَها الحصارُ
    أيامي تتناسلُ سوادًا
    هَـأنَـذَا
    أطلقُ المطرَ والخضرةَ من خريفي
    بينما الحروبُ تتَفاقمُ فيَّ
    تبتلُّ ذاكرتي بالمنافي
    بين الرصيفِ وقلبي
    عناقٌ طويلٌ
    لا يقطعَهُ سوى القصفِ
    الأزقةُ والجوعُ، والنظراتُ المتخمةُ بالحسراتِ
    إلى النسوةِ اللائي حَمَلنَ ثمارَ الغوايةِ في سراويلِهِنَّ
    فضاقتْ مثلَ بلادي
    حَـمَاقاتي المتكرّرة

    ينـزلقُ الانتظارُ من عُيونِنـا
    يمضغُ الشوارعَ
    تَتَساقطُ أوراقُ الأرصفةِ
    وهي تفتحُ أزْرَارَها
    تتَجمَّعُ الفصولُ في راحتيَّ
    كلّ طريقٍ إليكِ يصيرُ شرارة

    رمادُ أيامي
    نوافذُ مشرعةُ الأمد
    كسرتْ صمتَها لتطلَّ ملائكةٌ تغسلُ الهواءَ من صخبِ المدَى
    بيدين منقوعتينِ بالنعناع
    تُلَوّحُ لضِيائي أن يُقَشّرَ بحارَهُ من الزَّبدِ
    وربما من السواحلِ أيضًا.

    أيها الموجُ يا رفيقي الجميلَ
    اضْرِبْ بعصاكَ السماءَ
    ليتهاوَى أسلافي بأبراجِهِم ينخرونَ جبينَ النجومِ
    بصحبتي تخرجُ أنتَ
    لإيواءِ المتاهةِ من سُباتِها
    لإيواءِ النورِ الذي ضلّ طريقَهُ لسوى غاباتي
    تعالَ
    نُبللُ الظلمةَ، ودَعِ الظِّلالَ تستحمُّ بنداكَ
    قُلْ لي
    هل من سَلْسَبيلِكَ هذهِ الحقولُ
    الْجَمرةُ التي مَنْبعُها قلبي
    تبحثُ عن موقدِكَ لتصُبَّ فيهِ
    بينما أصابعي تجرحُها سماءٌ ليست لي
    في جيوبي تستريحُ كواكبُ
    خبـَّـأتـُها مع الياسمين
    خشيةَ أن تأكلَهُا الحروبُ
    الحروبُ التي تشتهيني دائمًا
    تُعلّقُ قميصي مجدًا لغيري
    ثم تنسلُّ هاربةً لطلاءِ طفولتي بالفحمِ
    أمامَ اللهِ، أظلُّ وحيدًا
    أُحصي أخطائي
    الذي في يميني أكلتْهُ الطائراتُ
    والذي في شِمالي ابتلعتْهُ السواترُ
    كيف سأعانقُ الضوءَ
    ظِلِّي يُرَاودُني على نفسي
    فأختزلُ الجنونَ
    أرمي لسنارتي الحماقاتِ، فتنهشُ الأسماكُ كلماتي
    تغادرُني الحروفُ إلى الورقةِ
    تقترحُ عليَّ بيتًا وامرأةً وطفلينِ
    آهِ
    أتذكرُ أنني بلا وطنٍ
    وأنَّ الحروبَ مازالت تُلاحقُني وتُغيّرُ أشكالَها
    الشظايا سُعالِيَ الْمُزمِنُ
    بساطيلُ الحرسِ مَسَختْ ذكرياتي
    كلُّ ما في راحتيَّ رمادٌ
    أينَ سأحفظُ قُبُلاتِ النهرِ
    - الذي دَخلَ المدينةَ ذاتَ يومٍ مُتَنَكِّراً بهيئةِ صَبيٍِّ
    فاغتصبَه الجنودْ -.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 7:16 pm