انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    خَريفُ المآذنِ .. ربيعُ السـوادِ.. دَمُنا...!!

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    خَريفُ المآذنِ .. ربيعُ السـوادِ.. دَمُنا...!! Empty خَريفُ المآذنِ .. ربيعُ السـوادِ.. دَمُنا...!!

    مُساهمة  Admin الإثنين أكتوبر 25, 2010 5:36 pm

    تَراتيلُ كَهَنَةٍ وقدّيسين
    صَلَواتُ شُهَداءَ
    وتَسابيحُ عشاقِ الرَّبِّ
    ما زالت الملائكةُ تطوفُ بأزقتكِ
    يُشعلونَ البخورَ
    ولدرءِ براءتِكِ من هَشيم ِصَرَخاتِ خمبابا
    يُخضّبونَ غُبارَكِ بالحناءِ
    ويُنشدون :
    كربائيلو .. سيدة ٌلا تَشيخُ أبدًا
    واختلاطُ حيرةِ الماءِ والأعداءِ معًا
    اسْمٌ عتيدٌ يَتَوَضَّأُ تاريخًا وبطولاتٍ
    حزنٌ خالٍ من الضَغائنِ
    راياتُ بكاءٍ يَضيقُ بها الأفقُ
    يا أعتقَ الْمُدنِ المقدسةِ
    جئناكِ بالدرّ والحنينِ
    لنرتشفَ من مائِكِ الطَّهورِ
    سلسبيلَ أغاني الذين لاذُوا
    بعفتكِ من نجاسَةِ الحروبِ
    المتكئينَ على أرَائِكِ المجدِ
    وشهوةِ الخلودِ
    أبناءُ سبيلِكِ
    لهمُ العِزةُ كلّما توَغلوا في الرفضِِ
    أطعَموا الحلاجَ صَبرهمو
    وأفاضوا على الْمَلأِ حِلْمًا
    قايضوا بالسخاءِ العزيمة
    شدّوا القلوبَ على الدروعِ
    ورقصوا للموتِ جَذْلانِينَ
    فتناهتْ إليهم الرؤيا
    أكَلوا جُوعَهم وسَمَّنـُوا كَتِفَ الموتِ
    بِطراوَتِهِم بلّلوا الندى
    وَفَلَقوا الصخرَ بالرقّةِ
    أكرموا الجودَ
    أبوابُهُم مُشرَعَةٌ
    ونوافذُهم أشاخَها الانتظار
    قَسَتْ عليها رياحُ الشمالِ
    أيْ سَلسَبيلَ قِبابِ اللهِ ومآذِنِهِ
    أَوَ كُلّما ابْتَعَدتُ عنكِ ازددتُ قُربا
    أحملُ بَوْصَلَتي
    فلا تَشتَهي سِوى أنْ تُرتّلَ اسمَكِ
    أفتحُ كتابي فتشيرُ كلماتُهُ إلى زخرفِكِ السماويِّ
    قناديلي تغمسُ ضياءَها في قبابِكِ المُذهّبةِ
    أنتِ فردوسُ الدموعِ
    وبهجةُ النشيجِ
    أحلامي تستوحي هديلَكِ
    فتفرُكُ عن سريري النعاسَ
    النعاسَ ذاتِهِ غادرني الى أنهارِكِ العبقةِ
    أبلّ صمتي بخريفِ المآذنِ
    فينهمِرُ الكلامُ
    طفولتي أدوّنُها في ساحةِ الحرمينِ
    لكنني أنسى صِبايَ
    يترَعُ العباءاتِ في بابِ القبلةِ
    وسنواتي في تلِّ الزينبيةِ
    تلهو بالمسابحِ والعقيقِ
    في شارعِ العباسِ يتَزاحمُ الجمالُ مع الأسئلةِ
    أيْ حاضنةَ الرياحينِ
    أنا سادنُ عشقِكِ العطشَ
    صهوتي ذهبٌ مُوَشًّى بالصباحاتِ
    ترانيمي بللَّها الأذَانُ
    فاستحمتْ بجداولِكِ وسواقيكِ
    وبهوائِكِ تعطَّرَتْ
    من مشاعلِكِ أوقدتُ لغتي
    بينما السودُ راياتُكِ
    تُحلّقُ حولَ العرشِ
    شهداؤكِ أيضًا
    أخرجُ من بابِ السلالمةِ
    أُلقي السلامَ كابْنٍ بارٍّ
    أتوغّلُ في المطلقِ
    عن يميني سدرةُ المنتهى
    عن شِمالي كفّا العباسِ تُلَوِّحانِ لي
    بعد أن اسْمَرَّتا من الوَجْدِ والعطشِِ
    أمامي
    قبابٌ تَوسّدَها التبرُ
    منائرُ تغفو على راحةِ السماءِ
    تداعبُ أجفانَها النجومُ والأيامُ
    أبوابٌ مُعشَّقةٌ بالإبريزِ والفضَّةِ
    وأكُفِّ الحناءِ المدماةِ بنشيجِ الأمهاتِ
    أبوابٌ تقودُني إلى البهاءِ
    أخلعُ جَسَدي قبلَ انْ أصلَ
    أسوارٌ افترشتِ الحجرَ الكربلائيَّ
    وتاريخٌ يَنـزُّ أسىً ودمًا
    عمائمُ كستِ السهولَ
    حِدادُها أشدُّ حُلْكةً
    من شيخوخةِ الدهرِ
    وأخرى تصفو مع الحزنِ والبَرَدِ
    عباءاتٌ تكنسُ الغزاةَ
    فيطعنُها ضابطُ الأمنِ
    شوارعُ تَتَوالدُ في الأزقةِ
    فتنمو التكايا
    بساتينُ اتكأتْ على خاصرةِ المدينةِ
    وحقولٌ راحتْ تحلمُ مُدَاعِبةً أصابعَها
    لحىً خذلتْها طيبتُها
    أسواقٌ تتناسلُ ...
    .......................
    .......................
    .......................
    وتنتبهُ في آخرةِ الراياتِ السُّودِ..
    ثَمّةَ مفرزةُ تفتيش.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 9:25 pm