انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    1 /3 / 1967

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    1 /3 / 1967 Empty 1 /3 / 1967

    مُساهمة  Admin الإثنين أكتوبر 25, 2010 5:48 pm

    يا لَهُ من جنونٍ يختزلُ القصيدةَ
    أعني أنتِ
    يدايَ تفعلانِ كلَّ شيءٍ بِحُريةٍ مُطلقةٍ
    عينايَ تُسهبانِ
    وعلى شَفتيَّ انكساراتٌ
    أمجادُ حروبٍ لغيري
    لا أدنو، لكن قلبي يجفُّ
    السرفاتُ سَحقتْ ذاكرتي
    والزنازينُ جَعلتني قميصاً مُتهرئًا
    على كتفيَّ تسيلُ المنافي
    وفي الشبابيكِ أسئلةُ الغائبِ
    في سَلةِ الألمِ تنكسرُ شموسي
    وصهيلي يسيلُ هو الآخرُ قبلَ أن يصلَ
    أنا باسم فرات ... يا اللهُ ...أتعرفُني ؟‍‍!
    المخافرُ موشومةٌ على جلدي
    وأمي لم تلتفتْ للشظايا
    حين مشطتْ صِباي
    فأهالت الشمعَ والآسَ فوقَ صباحي
    ( يا أمي اذكريني
    من تمر زفة شباب
    من العُرس محروم
    حنتي دمي الخضاب
    شمعة شبابي من يطفيها
    حنتي دمي والكفن ذرات التراب )
    بعباءتِها التي تشبهُ أيامي تمامًا
    كانت تكنسُ الطائراتِ
    لترسُمَني كما تشتهي
    أَلأنِّي كنتُ أحملُ الوطنَ في جيبِ قميصي
    وتحت لساني نهرانِ يهدران
    أركضُ خلفَ موتي وجُثتي تتبعُني
    البلادُ خريفٌ طويلٌ
    سيلٌ من الغثيانِ
    نهارٌ يختبئُ تحتَ القبعةِ
    وعلى صدرِكِ تَتَفتحُ الأسئلةُ

    أُغني للوردةِ
    بينما يحاصِرُني الحزنُ

    أنتِ لا تدركينَ
    ماذا يعني أن نتركَ قُبلاتِنا
    فوق الرُّخامِ
    وينْـزلقُ الهواءُ بين ركبتَينا
    من يمسِكْ بالصدفةِ يمسِكْ بكلِّ شيء

    كان الأفقُ يرتدُّ
    ويدِي تمرُّ فوقَهُ باردةً
    أضيقُ بالبحرِ
    فتسقطُ نجمةٌ أخرى أسفلَ الحلمِ

    1/3/1967 سرقتُ من أبي الخلافةَ
    وضربتُ فحُولتَهُ فَتَدَلّى الخرابُ من فَمِهِ

    1980 مشيتُ خلفُ جُثتي
    كنتُ هرمًا وطُرقاتي يثقبُها الحنينُ
    بين جبلين يتيمين تركوني ومضوا
    لمحتُ خطاهمُ تتثاءبُ، لم يلتفتوا إلى ندى قميصي
    وهو يفركُ عن عينِهِ النعاسَ
    كانت صرخاتُهُم تسبِقُهم

    لماذا قلبي معطفٌ
    وبين شفتيكِ تستيقظُ الحكمةُ
    ويبتهجُ القمرُ
    لماذا لم تدرك القبّراتُ سِرَّ رحيلِنا
    ولماذا ضاقتِ الحقولُ
    وبدأت أعمارُنا تسعَلُ
    ومرايانا تبصقُ مراياها
    لا تنحَني
    هذياني
    نوافذُ أوسعُ من أُفُقٍ
    وأعلى من غيمِ مَسرّاتِنا
    راياتُ مخذولين
    العبقُ المنتشرُ كدبيبٍ فوق ساقيك
    الحروف في بيتي
    لكن القصيدةَ تَتهيكلُ
    من أعطى المدينةَ هذا الفمَ
    لتبتلعَ القصائدَ والحقولَ
    فلا أجِدَ مَسربًا للحرية.

    عَمّان
    1 تموز 1995

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:16 am