انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أقول أنـثى... ولا أعنـي كربلاء

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    أقول أنـثى... ولا أعنـي كربلاء Empty أقول أنـثى... ولا أعنـي كربلاء

    مُساهمة  Admin الإثنين أكتوبر 25, 2010 6:07 pm

    كُلُّهُم ظِلالي
    أَستدرجُ أحلامي إلى موقدٍ
    تَتَرَنّحُ فيهِ أصابعي
    مُرهَقةٌ أبوابُ الدارِ من الصراخِ
    وعباءةُ أمي رايةٌ تُلوّحُ بلا أملٍ
    وبلا أملٍ ستجوبُ الأزمانُ خَطَواتي
    يَتآكَلُ الحنينُ في لساني
    ومَنْ لاذَ بالصمتِ لا يَستبيحُ ظلّي
    ويُحرّرُ غاباتي برملِهِ
    النرجسُ يَتَناسلُ في يدي
    ولا زَبَدٌ في مياهي
    أوقدُ الغيومَ
    وأعرفُ أنَّ للذكرى قواريرَ شائكةً
    أحرثُ السماءَ بالبحر
    وأعرفُ أن الدمعَ أكْثَرُ زُرْقةً
    من بهجتي
    أرقبُ حماقاتي بشغفٍ لِتَرِثَ
    العصافيرُ متاهتي
    أنصتُ للذينَ يأوونَ الحروبَ
    من سُباتِها
    فأرى دمي يَتَدَحْرَجُ بين الحدود
    أَتَوَسّلُ بالكلمات أن تجمَعَهُ
    على الوَرَقة
    * * *

    كيف لي أن أجعلَ الآسَ
    لا يُشيرُ إلى أسراري وفي يمينِهِ
    ما ينهشُ الرؤيا
    بينما هناكَ نَسيتُ القناديلَ
    مشغولةً بسريري
    قلتُ هذا أوانُ حقولِكَ أن تلثغ باسمي
    فاسرجْ نجومَكَ لترى ضيائي
    وتقتفي الأثر
    من بعيدٍ يَتَراءى فناءُ ترنيمتي
    لا تُسَهّدْ سماءَكَ بأغصانِ الحكمةِ
    كي لا أغرسَ حروفي وأمضي
    حانقًا : كُلّهم ظلالي
    * * *
    الينابيعُ تُشيرُ لي
    كذلك النخيلُ يُلوّحُ
    رغمَ دُخانِ السجونِ الكثيفِ
    المحطاتُ بتثاؤبِها الكسولِ
    تأكلُ سنواتي
    سنواتي ذاتُها ثقبتها الملاجئ
    * * *
    الذي أهالَ نرجسَهُ
    متّشحًا من فرطِ سلواهُ
    يَتَأمّلُ خاتمتي تصفعُ ناقوسَهُ
    تغسلُ رمضاءه من الانتظار
    وتومئ للأنهارِ : أن تسلقي
    برزخَكِ بعنادٍ
    فالسوادُ باهتٌ بلا جنون
    ولاهثٌ يطرقُ بابي لعلّه
    ينوشُ السماءَ
    أرنو إلى النوافذِ
    فأرى شغفَََها يفترشُ رئتي
    حتى نَسيتُ أنَّ ذاكرتي يُؤرقُها
    أنها معلّقةٌ بهديلِها
    * * *

    يا خطاي لا تسعُكِ البراري
    فلماذا تنقرينَ أحلامَكِ بلا رحمةٍ
    وتستطلعينَ هبوطَ الملاكِ
    لِيَشُقّ قلبَ البلادِ ، واضعًا
    نشيدي فيه
    رسمتُ للطرقاتِ خطى غير خطاي
    كيف اهتدت لي

    * * *
    كيف لي أن أطردَ الأشجارَ
    من رأسي
    ولا تتبَعَني الزقزقة
    كيف لي أن أعرّي أبي من الخلافةِ
    ولا يفيضُ الفراتُ في يدي
    كيف لي أن أقولَ أنثى
    ولا أعني كربلاء
    وأقول مدينةٌ
    ولا تشرئبّ أمي متّشحةً بكلِّ الليلِ بيضاءَ
    تُقطّرُ النايَ في فمي
    وتُعيدُني إلى أولِ الحكايةِ
    أولِ الحكايةِ التي فيها
    أغتسلُ باليقين
    فأرى الياسمينَ الهنديَّ يُطوّقُ منامي
    مزدحـمًا، وبصحبتِه الشوارعُ
    تتهجَّاهُ النسوةُ العابراتُ
    إلاّ سيدةً يَتَهَجَّاها بحياءٍ ويمضي إليّ
    * * *
    أنا لم أُخبئ طفولتي في قميصي
    لكنها سَرَقتني من الحربِ
    فأعددتُ لها قلبي فراشًا وصحوتُ
    ناديتُ آلامي فأطلَّتْ من الشباك
    مترعةً بهدأةِ التباريحِ
    خشيةً من الجِيران
    أشرتُ لها بيدي ففاضت بالدموع
    وخشيةً على القصيدةِ أن تكتملْ.

    عَمّان
    1996

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 1:52 am