انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الحياةُ تركضُ أنّى اقتنصْتَها

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    الحياةُ تركضُ أنّى اقتنصْتَها Empty الحياةُ تركضُ أنّى اقتنصْتَها

    مُساهمة  Admin الإثنين أكتوبر 25, 2010 6:35 pm

    يا نسوةَ بابلَ
    يا حفيداتِ الألمِ
    أطلقنَ الريحَ في شارعِ الموكبِ
    وعلى دروبِ عِشتارَ علّقنَ العويلَ
    فها هو الظلامُ العميقُ يَتسلّقُ الفصولَ
    حسينُ مات .
    بَخّرنَ المساءاتِ
    وطفنَ على شبابِهِ
    فوقَ نعشِهِ
    انثرنَ الأنوثةَ
    وأشعلنَ نزيفَ الشموعِ
    وعلى اللغةِ فلْيَطُلْ نُوَاحُكُنَّ .
    قلتُ له :
    الحياةُ تركضُ أنّى اقتنصتَها
    وأنّى تركتَ بأسَكَ يتلاشى وليمةً للترابِ
    لا تتمنطق بثاراتِكَ
    فقد أغلقتَ كتابَكَ دونَ الجميع
    يا صبايا بابلَ
    حسينُ مات
    فَنَعُدّ البساتينَ على قميصِهِ
    حنينَ الفواختِ
    والرسائلَ التي نسِيَها القصفُ
    نَعدّ أيضًا
    حكمةَ أبيهِ تحتَ سَطوةِ الخريفِ
    وعلى نخلاتِهِ
    ونُؤذّنُ في البلادِ
    حسينُ مات .

    وزّعتَ علينا الفجرَ وقاسمتَنا النهارَ
    أطعمتَنا الجهات
    وفلقتَ لنا الجفافَ مَطَرًا
    وإلى مرتعِ اليقينِ
    كنتَ تقودُ الحيرةَ
    ناثرًا فوقَ بكاءاتِنا
    زهورًا وقُبـَلاً
    وحين يُعرّشُ الخوفُ على الأكتافِ
    تقيلُ عَثَراتِنا
    كيف إذن ...
    تتركُ للغيابِ
    أن يزدري بهاءكَ فينا
    غيرَ عابئٍ
    بدموعِنا وهي تخطُّ:
    حسينُ
    مات.

    هيروشيما
    حسين ابن عمي لم يفلت من يد الموت السائبة في شوارع أيلول- العراق 2006

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 11:08 pm