انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إلى لغـةِ الضوءِ أقودُ القناديل

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    إلى لغـةِ الضوءِ أقودُ القناديل Empty إلى لغـةِ الضوءِ أقودُ القناديل

    مُساهمة  Admin الإثنين أكتوبر 25, 2010 7:45 pm

    أيُّ حُلمٍ يُجفّفُ طفولتي
    أيُّ حُلمٍ يَشقُّ صَباحاتي
    أنا الأخيرُ في قافلةِ العُزلةِ
    صهيلي يَتكئُ على صحراءَ فاضَ حِدادُها
    ويُهَرْولُ بينَ الأمطارِ وبين الشظايا
    كيف لي أنْ أتركَ نسياني
    يوزّعُ ذكرياتِهِ باتجاهِ الألمِ
    ولا يصرخُ : يا بلادُ استرجعيني
    البراءةُ عَزلاءُ إلاّ من السوادِ
    وأنا أتلمّسُ دمي
    وحيدًا في ساحةِ العَرَضاتِ
    يُطلقُ النارَ على الريحِ
    ويَفتِكُ بأوراقِهِ الصدى
    لا ظلالَ لهدوئِهِ كي يستقيمَ
    كيف لي أنْ أبلّ نسياني
    بهزيعِ التمائمِ
    والرازقيّ يَسيلُ أسىً
    كانت البدايةُ
    جمرتانِ تزفّانِ الأفقَ
    وتصهلانِ عندَ البابِ
    بلا أجوبةٍ
    كانت البدايةُ
    أنْ أُشذِّبَ حزني
    ينوءُ
    بخاصرةِ الحُلمِ
    وأنا أعدّ حَرائقَ أيامي
    أعدّ نُتوءاتِها في ذاكرتي
    لي لُغَةُ النيازكِ
    وشَهوةُ أرخبيلاتٍ تَضيقُ بهنّ القصائدُ
    لا دليلَ لبوصَلتي
    غـيرُ الأسى
    والفجرُ مُعَبّأ ٌفي شاهدةٍ لماضيَّ
    أرثيكَ يا جموحُ لأنّ جناحيكَ
    أنشوطتانِ للنهارِ
    بينما البحرُ يُهرّبُ الأصيلَ إلى ضفةٍ بلا هُويةٍ

    الشَفَقُ جُغرافيّةُ دَمِنا

    أنا وبغدادُ
    نجلسُ مَعًا على شاطئٍ نَعرِفُهُ
    نَحتَسي خَرابَنا
    بغدادُ ...
    ليلٌ يُجفّفُ عَتَمَتَـهُ بضيائي
    سلامًا مناديلَ الوداعِ التي جَففَها مَطَرُ الانتظارِ
    سلاماً عباءاتِ الدموعِ التي هيَ تاريخُنا بلا شك
    أنتَ وحدَكَ
    تَملأُ الأنهارَ أغانيَ وذكرياتٍ
    وتُعرّي الموجةَ من هذياناتِها
    تزهو بحُطامِكَ
    وبحُطامِكَ تَفرِكُ عن طُفولتِكَ الطائراتِ والخنادقَ
    لكَ مواقيتُ الآسِ في النرجسِ
    وهو غارقٌ في رؤاهُ
    وتكتبُ إليكَ :
    أخطائي
    تابوتٌ ...
    يصرخُ خلفي لاهثًا
    لغةٌ ضَيعتْها حُروفُها
    حتى تَعَرّتْ بلا مأوى
    شُعوبٌ تهَرّأتْ من البوحِ
    في قفَصِ الأمنياتِ
    أخطائي . . أنا
    أخطائي
    أبي . . خطأٌ يتناسلُ
    أمي خطأٌ ينتظرُ خطأً من أجلِ خطأ
    أنا خطأ ٌيَعدُّ الخطى فيخطئُ
    كيف لي أن أتركَ نسياني يتشظى
    وفي النخلِ
    أنين ٌ ينـزّ
    أنا السُومَريُّ
    المدجّجُ بالأحلامِ والأسئلةِ
    مُتلكئًا
    أنفضُ الحنينَ عن أصابعي
    أرتجفُ داخلَ حياتي
    عبثًا أنزعُ الخوفَ عن وسادتي
    أمسّدُ عذوبةَ الغاباتِ
    أواري خجلَ البحرِ
    أمامَ رعونةِ الموجِ
    أقودُ القناديلَ إلى الضياءِ
    وأرتّقُ صبرَها

    غير عابئ بالخلود
    كما غيرُ عابئ بالأفولِ
    أخمشُ الآفاقَ وأمضي . . . .
    أنا جنّة نفسي وقيامتُها
    بتؤدة ٍ ألوّحُ للرياحين . .
    بتؤدةٍ تنسابُ الحقولُ فوقَ سريري
    تَنضحُ الضفافُ عويلَها بقربي
    بينما النشيجُ . . يندلقُ عبرَ نوافذِ الانتظارِ
    بتؤدةٍ شَغفي يَتَسَللُ خفيةً
    ألمسُهُ . . .
    أحْرُثـُهُ في النهار . .
    ويَحْرُثـُني في الليلِ
    شَغفي يجرّ النهرَ إلى صحرائهِ
    والعطشَ إلى السماءِ
    ثم ينتحبُ أمامَ وحدانيةِ براءتِهِ
    شغفي يَتَهَجّدُ في موقدِ مشاكساتِهِ
    حاملاً الجمرةَ في تباريحِهِ
    أيّ الأزقّةِ تفتحُ قمصانَها للغريبِ
    أعلّقُ على الجدرانِ انكساراتي
    وأتوسّدُ الحنينَ
    لستُ إلاّ الأخيرَ في قافلةِ العُزلةِ
    ولأني بلا أمجادٍ ترصّعُ حياتي
    ترَكتـْني أحلامي ومَضتْ
    فنثرتُ على الشبابيك لهفتي
    وعلى الأبوابِ خيباتي.

    وَلْنِغْتُن

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 12:05 am