أمسكُ النسيمَ من يَدِهِ لأدُلَّهُ على الستائرِ،
النسيمَ المُتَلَفعَ بالبحرِ مُتَسَربلاً بالنقاءِ تاهَ في ألاعيبِ المدينةِ
في وشاياتِ المُزدَحمينَ خلفَ نَزَواتِهِم،
سَرّبَ الصمتَ في أملاحِ الحِكاياتِ،
فاستظلت المعابدُ بذهبِه ونفَشَت الطواويسُ تَبَختُرَها،
والراهباتُ غَزلنَ عِفّتَهُنَّ بصيامِ أمير الدارما
النسيمُ يعتكفُ عند عَتَبَةِ الماضين قُدُمًا سائلاً بركاتِهِم
يَترُكُ الأسماكَ تَتَنَزّهُ في المُنحَدَراتِ.
ويحملُ في أرديتِهِ روائحَ المدينةِ،
أنفاسَها،
الفصولَ التي تَعَثرَتْ به،
التنهداتِ التي أُطلِقَتْ في الزوايا والأزقةِ،
يَستمتِعُ بارتعاشاتِ الفوانيسِ الصاخبةِ
ويَنثرُ المَطرَ في أسرارِ الكائناتِ،
فَيَبزُغُ صَباحٌ لا نهائيٌّ
صباحٌ يَستدلُّ عليَّ.
ــــــــــــــ
* أمير الدارما: أحد أسماء بوذا، والدارما تعني الحقيقة المطلقة.
فِيَنْتان
نيسان 2010