عِندَ البابِ خَلَعْتُ الشِّتاءَ
فَأُصِبْتُ بِحُمّى الفَقْدِ
صَوتُكِ هُوَ ذِكرياتي الوَحيدَةُ
أَتَدَفَّأُ عَلَيْها في غُرْبَتي
حينَ أُغْلِقُ جَوّالي
أَرَى ضِحْكَتَكِ قَدْ سَبَقَتْني لِلسَّرير
كانَ الفَلاسِفَةُ يَتَجادَلونَ
هَل تَطابُقُ لَوْنَيْ شَعْرِكِ وَعَيْنَيْكِ
يَعودُ لِهُيامي بِكِ
أَمْ لِتِلْكَ الأَسْرارِ الكامِنَةِ في اسْمِك
كُنْتُ أُضَمِّدُ عِشْقي،
وأرْدِمُ وَجَعًا خَلَّفَه بَياضُكِ.
سَحالي وَعَظايا قادَتْني نَحْوَ كُهوفٍ
كانَتِ الأَفاعي خَبَّأَتْ فيها خصْلَةً مِنْ شَعْرِكِ
حيثُ لَثْمُها يُجَدِّدُ الحياة.
الطَّرائِدُ في البَرِّيَةِ تَلْهو
لا وُحوشَ تَدنو مِنها
وَهِيَ تَلْثَغُ بِاسْمِكِ.
رَنينُ غِيابِكِ
جَعَلَ المدينَةَ
تَلْتَحِفُ السَّوادَ.
بَوْحِي أَتَوَكَّأُ عَلَيْهِ
لَعَلّي أُغْري صَمْتَكِ أَنْ يَقْرَأَني
يا لَهَذا الغِيابِ
دُموعُهُ سَكاكينُ تَتَوَسَّدُني.