سَنَواتٍ طَويلَةً أَغْرَقَني المنفَى
وَأَنْتِ رَبَطْتِ عَلَقًا أَخْضَرَ في شُبّاكِ وَلِيِّكِ الْمَعصومِ
وَنَثَرْتِ شَعْرَكِ فَوقَ ضَريحِه
عشرينَ سَنَةً لمْ أَبُلّ ريقي بِنَبْعِ شَفَتَيكِ
وَلم أُمَسِّدْ شَعرًا تَعَطَّرَتِ الْمَزاراتُ بِأُنوثتِه
كُلُّ مَنفى يَطْرُدُني إلى آخَرِ،
وكُنتُ أسْتَقْوِي على كُلِّ هذا بِمِنديلٍ مَسَحْتُ دَمْعَكِ فيهِ
يومَ طارَدَنا العَسَسُ، غِبْتُ في مُدْلَهِمّاتِ الْحَياةِ
آوَيْتُ غُرْبَتي في أَسْمالي
وَفي غَمْرَةِ تَشَرُّدي بَقِيَ صَوْتُكِ
دَليلي عَلى أَنَّكِ حُلمٌ اغْتَصَبَهُ مِنّي الرَّحيل.