كُنتِ حُلمًا راوَدَني في أَزِقَّةِ مَدينَتي،
حَمَلْتُهُ هَواءً أَتَنَفَّسُهُ،
كَما حَمَلَتْني سَفائِنُ غَريبَةٌ،
وكانَ البَحّارَةُ حينَ تَتَدَفَّقُ وُحوشُ البَحْرِ عَلَيْنا،
يَشُقّونَ قَلبي لِيَرَوْا صورَتَكِ
يَرْجُونَني أَنْ أُصَلّي إِلَيكِ لِيَشْعُروا بِالاطْمِئْنانِ أَكْثَرَ.
كُنتِ حُلمًا آثارُ أصابِعِهِ عَلى بابِكُم
وَعَلى شُبّاكِكِ آثارُ انتِظاري
كُنتُ أَرْسِمُ صُورَتَكِ وَأُشْبِعُها قُبَلاً
فَتَحْتَجّينَ لأَنَّ دَلالَ أَبيكِ يغارُ
لم تَذْكُري ما تُسَبِّبُهُ مِن إِحْراجٍ،
لكنَّ هَمْسَ صَديقاتِكِ أَنْبَأَني.
كُنتِ حُلمًا أَسْتَعيذُ بِهِ مِن كَوَابيسي
وَأُمَـنِّي أَسْمالي بِكُلِّ خَيالِ مَن أَوْجَعَهُ اليُتْمُ وَالإِفْلاسُ
حُلمًا حاوَلْتُ أَنْ أَهْزِمَ بِهِ طُفولَتي وَصَفَعاتِ المُعَلِّمِ
أعلى عَتَبَةِ دارِكُمْ وَما تَرَكَ ماءُ النّارِ عَلى أَيّامي
كُنتِ حُلمًا، فَكَّرْتُ كَيفَ أَنْجو مِنْهُ
فَوَجَدْتُني أَدْخُلُ حِكايَةً وَأَتَنَفَّسُكِ
وَفي ضَوْئِكِ أخْتَبئُ آمِلاً بِالنِّسْيانِ.