كنتُ أَفْعَلُ أَيَّ شَيءٍ لأُثيرَ انْتِباهَكِ
أتَحَجَّجُ أَمامَ زُمَلاءِ الدِّراسَةِ كي نَمُرَّ مِن زُقاقِكُمْ
طَوَالَ الطَّريقِ أَتْرُكُهُمْ يَتَحَدَّثونَ
وَحينَ كُنّا نَقْتَرِبُ مِن بَيْتِكُمْ أُطْلِقُ العِنانَ لِصَوتي
مُناقِشًا وَعَيْني عَلى نافِذَتِكِ بِسَتائِرِها الْمُسْدَلَة
لماذا السَّتائِرُ مُسْدَلَةٌ بِوَجْهي دائِمًا؟
أُحاوِلُ أَنْ أُعَلِّمَ قِطَّتَكِ كِتابَة َالشِّعْرِ
لَعَلَّكِ يَوْمًا تَلْتَفِتين وَتَسْأليني هَلْ أَنْتَ شاعِرٌ؟
لأُرِيكِ دَفْتَرًا مَليئًا بأُنوثَتِكِ وَهِيَ تُرَمِّمُ عَبَقَ الياسَمينِ
وَتُغَطّي خَجَلَ النَّدى بِعِطْرِها
كنتُ أَسْرِقُ الطَّباشيرَ مِنَ الْمَدرَسَةِ
كي أسْتَعْرِضَ مَهاراتي في الْخَطِّ عَلى جُدرانِكُمْ
وَلَطَالما سَمِعْتُ أَباكِ يَشْتُمُ
فَأَعْرِضُ خَدَماتي وَبِلا انْتِظارِ جَوابِهِ أَقومُ بِمَسْحِ ما كَتَبْتُهُ قَبْلَ لَيْلَةٍ
لأُعاوِدَ السَّرِقَةَ وَالخَرْبَشَةَ في اليومِ التّالي
مَلأتُ جُدرانَكُمْ بِقُلوبٍ دامِيَةٍ تَخْتَرِقُها سِهامٌ نارِيّةٌ
وَأَوَّل حَرْفَينِ مِن اسْمَيْنا،
وَتَحتَ القَلْبِ أَكْتُبُ: مَجْنونُ ...
كنتُ أَتَهَرَّبُ مِنْ سُؤالِ أَبيكِ عِنِ اسْمي،
كَي لا يَسِيلَ النَّدَمُ حَتّى بَيْتِـنَا
مَرَّةً أقْنَعْتُ صَديقي الثَّرِيَّ أَنْ يُعيرَني عُودَهُ
وَرُحْتُ أَعْزِفُ تَحْتَ شُبّاكِكِ لِساعاتٍ
لم أُفِقْ إِلاّ عَلى انْدِلاقِ ماءٍ أَسْوَدَ عَلى حَياتي
كَثيرًا ما سَرَقْتُ قُمْصانًا وَأَحْذِيَةً فاخِرَةً،
وَحينَ أَمَلُّ مِنَ الانْتِظارِ
أُعيدُها وَأَهْرُبُ مُنْكَسِرًا، ما حاجَتي بِكُلِّ هذا
وَلَيْسَ ثَمَّةَ أَمَلٌ يَتَسَلَّقُ النافِذَة
كنتُ أَقْرَأُ في قصَصِ العُشّاقِ
وَأخْتَرِعُ حِكاياتٍ جَديدَةً أَكونُ بَطَلَها الوَحيد
لكنَّ جَميعَ حِكاياتي لم تُؤَدِّ إلى قَلبِكِ.