اعتبر باسم فرات المفكر الراحل من الجيل الذهبي، وهو مصطلح ينطبق على تلك الصفوة من الكتاب والمبدعين الذين ولدوا قبل قرار تقسيم فلسطين، والذين صاغوا وعينا بنتاجاتهم في مجالات عدة، كالشعر والرواية والقصة والمسرح والنقد والفلسفة وترجمات خطاب الحداثة وما بعد الحداثة؛ وما أنجزوه من كتب ومقالات نقدية تفكيكية للتراث والمجتمع العربي وبناه الفكرية والاجتماعية والثقافية عموما.
جيل أثمرت جهوده وطروحاته خلق شعور بأن الوحدة العربية ضرورة تحتاجها شعوب المنطقة كافة. أي حتى أولئك غير العرب، ومثال ذلك الأحزاب الشيوعية التي كان قادة بعضها ليسوا عربا مثل الحزب الشيوعي السوري، بل حتى الحزب الشيوعي العراقي المعروف عنه أنه حزب الأقليات، وأن سيطرة اليهود لم تجعله يجاهر بعدائه للوحدة العربية، وإن كان تحمّسه لها باهتا، ليصبح تجاهلا وربما عداء بعد سيطرة أقليات عرقية عليه، لا تملك حضورا ثقافيا في تاريخ المنطقة.
مطاع صفدي الذي نشأ مع بزوغ نهضة القومية العربية وساهم في عصرها الذهبي، شهد أفولها وانكماش الذات العربية (هوية ثقافية) إلى هويات فرعية صغيرة معادية ومناهضة للعروبة والوحدة العربية، بل مناهضة لوحدة تراب بلده سوريا نفسها؛ لتصبح العروبة سبة وشتيمة وعارا يلاحق من يراها فضاء حضاريا ثقافيا صنعته شعوب المنطقة كافة، ويرفضها رفضا قاطعا هوية عرقية.
عرفت الراحل كقارئ في سن مبكرة، لكن محاولاتي في تذكر المجلة والمادة التي قرأتها له أول مرة في بداية مراهقتي باءت بالفشل، مثلما باءت بالفشل أحلام أجيال متتابعة. ما أقسى أن تساهم في صناعة حلم عظيم، ثم تشهد فشله وتبدده، لينقلب نقيض ما عملت لأجله، فيصبح القبض على وحدة تراب بلدك، قبضا على الجمر.
صحيفة العرب اللندنية
[نُشر في 07/06/2016، العدد: 10299، ص(14)]
http://www.alarab.co.uk/?id=82133
جيل أثمرت جهوده وطروحاته خلق شعور بأن الوحدة العربية ضرورة تحتاجها شعوب المنطقة كافة. أي حتى أولئك غير العرب، ومثال ذلك الأحزاب الشيوعية التي كان قادة بعضها ليسوا عربا مثل الحزب الشيوعي السوري، بل حتى الحزب الشيوعي العراقي المعروف عنه أنه حزب الأقليات، وأن سيطرة اليهود لم تجعله يجاهر بعدائه للوحدة العربية، وإن كان تحمّسه لها باهتا، ليصبح تجاهلا وربما عداء بعد سيطرة أقليات عرقية عليه، لا تملك حضورا ثقافيا في تاريخ المنطقة.
مطاع صفدي الذي نشأ مع بزوغ نهضة القومية العربية وساهم في عصرها الذهبي، شهد أفولها وانكماش الذات العربية (هوية ثقافية) إلى هويات فرعية صغيرة معادية ومناهضة للعروبة والوحدة العربية، بل مناهضة لوحدة تراب بلده سوريا نفسها؛ لتصبح العروبة سبة وشتيمة وعارا يلاحق من يراها فضاء حضاريا ثقافيا صنعته شعوب المنطقة كافة، ويرفضها رفضا قاطعا هوية عرقية.
عرفت الراحل كقارئ في سن مبكرة، لكن محاولاتي في تذكر المجلة والمادة التي قرأتها له أول مرة في بداية مراهقتي باءت بالفشل، مثلما باءت بالفشل أحلام أجيال متتابعة. ما أقسى أن تساهم في صناعة حلم عظيم، ثم تشهد فشله وتبدده، لينقلب نقيض ما عملت لأجله، فيصبح القبض على وحدة تراب بلدك، قبضا على الجمر.
صحيفة العرب اللندنية
[نُشر في 07/06/2016، العدد: 10299، ص(14)]
http://www.alarab.co.uk/?id=82133