باسم فرات : باكياً
سامان جليل إبراهيم
" لا خاسر سواي والجراح ذخيرتي " ص15
(فأس تطعن الصباح) مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي باسم فرات ، صدرت مؤخراً عن منشورات صهيل للنشر والتوزيع ، القاهرة 2018 .
تحتوي المجموعة الشعرية على 67 قصبدة – قطع صغيرة - كتبها الشاعر في الخرطوم ، ابتدأ بقصيدة "جدتي " وانتهاءً بقصيدة " صديق في المنفى " غلب على هذه المجموعة الشعرية ثنائية مضادة هما " الحزن / الحب " وهذه الثنائية تعلنان عن الذات المحترقة عبر مجموعة من الأيقونات " الأم ، الفقر ، الحياة ، الغربة ....الخ " .
ولا شك بأن حضور الحزن كان قوياً جداً، إذ ظلت طوال فضاء النصوص ملتبسة بصورة الذات ، ولهذا فالحزن بمثابة بوح نفسي عند الشاعر ، اي المجموعة صورة ذاتية منكسرة وممزقة بكل جوانبها إذا جاءت لما تعانيه من وطأة الابعاد السسيولوجية ومحملة بشحنات عاطفية ماضوية مكتسبة من الواقع أو من حياته ، ووما يدل على قوة هذه الشحنة العاطفية عتبة المجموعة " فأس تطعن الصباح " هنا نتسأل لماذا جاء الشاعر بهذه الشعرية العالية / انزياح اسنادي ، وهل الصباح تطعن ؟ ولماذا الصباح ، ولماذا لفظة " فأس " ، محاولاً ان يأتي بلفظة الصباح لدلالة على فترة ماضوية مليت بتجربة قاسية لدى الشاعر ، فحاول المجيء باقوة الالفاظ من اجل القضاء على تلك الاحزان والخلاص منها ، ولهذا من الطبيعي ان يبحث عن لغته الخاصة التي تحمل البعد الرؤيوي بغض النظر عن مدى فاعلية انسجام اللغة مع الشائع على مستوى الالفاظ والتراكيب والالات والصور.
وبهذا نلحظ المجموعة حاملة لمضامين إنسانية مثيرة، كدلالة تعبيرية صارخة عن الملل والانعتاق عن الفضاء المكاني:
نصّ الشاعر باسم فرات هو نصّ الشفرة التي لا تترك ألماً بل تصنع جرحاً يحتاج القارئ لوقتٍ غير قصير كي يُشفى من صراخه ، يقول :
على رصيف الحياة
أجلس مع نفسي
أعدُّ سباق الأيام
أيام تطعن أياماً
لتصل أولاً
وليس من خاسر سواي ص
سامان جليل إبراهيم
" لا خاسر سواي والجراح ذخيرتي " ص15
(فأس تطعن الصباح) مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي باسم فرات ، صدرت مؤخراً عن منشورات صهيل للنشر والتوزيع ، القاهرة 2018 .
تحتوي المجموعة الشعرية على 67 قصبدة – قطع صغيرة - كتبها الشاعر في الخرطوم ، ابتدأ بقصيدة "جدتي " وانتهاءً بقصيدة " صديق في المنفى " غلب على هذه المجموعة الشعرية ثنائية مضادة هما " الحزن / الحب " وهذه الثنائية تعلنان عن الذات المحترقة عبر مجموعة من الأيقونات " الأم ، الفقر ، الحياة ، الغربة ....الخ " .
ولا شك بأن حضور الحزن كان قوياً جداً، إذ ظلت طوال فضاء النصوص ملتبسة بصورة الذات ، ولهذا فالحزن بمثابة بوح نفسي عند الشاعر ، اي المجموعة صورة ذاتية منكسرة وممزقة بكل جوانبها إذا جاءت لما تعانيه من وطأة الابعاد السسيولوجية ومحملة بشحنات عاطفية ماضوية مكتسبة من الواقع أو من حياته ، ووما يدل على قوة هذه الشحنة العاطفية عتبة المجموعة " فأس تطعن الصباح " هنا نتسأل لماذا جاء الشاعر بهذه الشعرية العالية / انزياح اسنادي ، وهل الصباح تطعن ؟ ولماذا الصباح ، ولماذا لفظة " فأس " ، محاولاً ان يأتي بلفظة الصباح لدلالة على فترة ماضوية مليت بتجربة قاسية لدى الشاعر ، فحاول المجيء باقوة الالفاظ من اجل القضاء على تلك الاحزان والخلاص منها ، ولهذا من الطبيعي ان يبحث عن لغته الخاصة التي تحمل البعد الرؤيوي بغض النظر عن مدى فاعلية انسجام اللغة مع الشائع على مستوى الالفاظ والتراكيب والالات والصور.
وبهذا نلحظ المجموعة حاملة لمضامين إنسانية مثيرة، كدلالة تعبيرية صارخة عن الملل والانعتاق عن الفضاء المكاني:
نصّ الشاعر باسم فرات هو نصّ الشفرة التي لا تترك ألماً بل تصنع جرحاً يحتاج القارئ لوقتٍ غير قصير كي يُشفى من صراخه ، يقول :
على رصيف الحياة
أجلس مع نفسي
أعدُّ سباق الأيام
أيام تطعن أياماً
لتصل أولاً
وليس من خاسر سواي ص
