انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    وجدان عبد العزيز: مع باسم فرات في واحة الحب

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    وجدان عبد العزيز: مع باسم فرات في واحة الحب Empty وجدان عبد العزيز: مع باسم فرات في واحة الحب

    مُساهمة  Admin الأحد أكتوبر 24, 2010 4:43 am

    هكذا يولد الحب من جديد في واحات الشعر لتتألق العلاقات وتصبح قناديل مضيئة تخطو ظلمة الزوايا والمسافات ، ليكون عناق الكلمة التي تعوض عن عناق الاحبة في مساحات الغربة والمنافي ، انه كتاب (باسم فرات : في المرايا) واحة لقاء القرائح واحة لقاء الأحبة تجمعهم رؤى (باسم) الشعرية النابعة من اعماق لم تعرف كنه الحياة إلا في الاغتسال بماء المحبة وتحمّل الأوصاب ..
    من كربلاء فجيعة الحسين الخالد الى فجيعة الغربة وحسرات اللقاء وفراق الأمكنة : جنبات وطن هو العراق الذي ما انفك يبتلع فجيعة تلو أخرى ، غير أنه يمتلئ بالأمل وينهض من جديد ويعلو كما هي جباله في الشمال ونخيله في الجنوب ورائحة الحضن الدافيء في الوسط ..
    إنه باسم فرات هذا الإبن البار للوطن يتصيّر صديقاً، حبيباً، وأخاً، يملؤه النهران الخالدان دجلة والفرات بإلهام العناق واللقاء والوفاء ..
    فما أدراك ما باسم : إسم رصعّ كتاباته بإبتسامات الحياة والتمسك بها ، فهو عاش في مدن المنافي وتمتع بمناظر العيش، وأدرك ما معنى التغرب، وعادل كل هذا بعيشه في هيروشيما ، ليرصّع التاريخ العالمي بالتغلب على مآسي الحروب وركلها في مزابله التاريخية ، وليرفع أغصان الزيتون ، وكأنه العراق المصغر من العراق الكبير، الذي أذهل العالم، وهو يتصدى لأشرس هجمة على نسيجه الإجتماعي والوطني والوجودي، وبقي العراق الكبير نموذجاً للعالم المسالم، لا تهزه ريح التفرقة والطائفية والعصبيات القومية والدينية ..
    هذا باسم فرات جمع ما يقارب الستين مثقفاً، ليدلوا بدلوهم في مساحاته الشعرية، وضمها الى دفتي كتاب، الشاعر الرائع وديع شامخ، وصلت صفحاته الى (444) صفحة ، فكان تجمع هولاء من التجمعات الخالدة في منبر كتاب أخذ مكانه في المكتبة العربية، ولا أدري، قد تقود شهرة باسم فرات الى ترجمته الى لغات أخرى ..
    وهكذا الشعر، الينبوع الخالد، ينجب باسم فرات ، فيكون مولوداً محلى بالحب واللقاء، في كنف الحياة الجميلة التي ترفض القبح وتتجه كلية الى الخلود، فما أجملك ياباسم شاعراً، وما أحلاك إنساناً، يطاول الأوجاع، كما هو العراق، ليكون نخلة باسقة تعانق السماء، فتلتقي هناك بالجبال، وهي تغرف وتعب ماء دجلة والفرات، ويلتقي حولها المثقفون، سواء من العراق، أو من أقطار الوطن العربي الكبير . وأنت تتصفح الكتاب تجد الرؤى النقدية والجمالية والتحليلية بمحركات شعرية ، بل تجد نقداً هو عبارة عن خلق عوالم شعرية جديدة ، فالتقت رؤى المثقف برؤى المثقفة، وأخذت المساحة تتسع حتى خلقت جمهورية المثقفين من خلال باسم فرات ، لا رئيس، ولا مرؤوس، ولا حتى سكرتارية، بل فعلت الجمالية الشعرية فعلها في إجتماع موسع ولم ينفض الإجتماع إلا بخلود المقالة ، وترى الجمع وكأنهم عشاق يطوف حولهم الحب بكأس الخلود، وهكذا أثمر باسم فرات، وبعده من بذل جهداً في إخراج هذا الكتاب، وهو الشاعر وديع شامخ، ليكون الكتاب غوطة، تزينها مقدمة الناقد الكبير الدكتور حاتم الصكر، تستهوي الآخرين، في تأسيس هكذا واحات من المحبة والعشق الخالد ...
    ولا بدّ من الاشارة الى المؤلف وديع شامخ، وكاتب المقدمة الأستاذ حاتم الصكر، والمراجع الشاعر حسن عبد راضي
    وديع شامخ (مواليد 1961 البصرة)، قد أصدر قبل فترة وجيزة مجموعته الشعرية الثالثة " ما يقوله التاج للهدهد " عن نفس الدار"2008 " وكان قد أصدر مجموعته الأولى " سائراً بتمائمي صوب العرش " عام 1995 البصرة، دار الحكمة، جامعة البصرة، و" دفتر الماء " عام 2000 دار مَدى، وفي حقل التاريخ صدر له عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان – الأردن، " الأمبراطورية العثمانية من التأسيس الى السقوط " عام 2003، و" تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي حتى سقوط الخلافة في قرطبة " عام 2005، وفي مكتبته البيتية عدة مخطوطات تنتظر النشر مثل " تحت بيت العنكبوت " و" مراتب الوهم " و" كيف أرسم حلماً في دائرة الرأس "، إضافة الى رواية مخطوطة بعنوان " العودة الى البيت " ومجموعة حوارات مهمة مع مثقفين ومبدعين عراقيين يأمل أن يقوم بإصدارها لاحقاً في كتاب.
    الناقد الاستاذ الدكتور حاتم الصكر (مواليد 1945)، يعد من أهم النقاد العراقيين والعرب، له 12 كتاباً في النقد وثلاثة مجاميع شعرية وثلاثة كتب للاطفال، إضافة الى الكثير من البحوث في مجلات علمية محكمة. أستطاع هذا الناقد العملاق، والذي تناول تجربة الشاعر باسم فرات أكثر من مرة، أن يثبت بمنجزه النقدي، ليس الشعر عراقياً فقط، بل النقد أيضاً، ولناقدنا الكبير، إضافة للمقدمة، هناك دراسة مهمة عن مجموعة فرات " أنا ثانية ً"، في باب الدراسات، و رسالة في باب رسائل.
    الشاعر والاعلامي حسن عبد راضي (مواليد 1966)، وهو من الشعراء البارزين، له (الطاعون) ديوان شعر بطريقة الاستنساخ /بغداد / 1987 ، ( حمامة عسقلان) ديوان شعر/ صدر عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق 2001، الشعر والشاعر / مشترك مع مجموعة شعراء / الكويت / 2002، ليالي الحصار / مشترك مع مجموعة شعراء / دبي 2003. كما ان له شهادة شعرية مهمة في الكتاب (باب شهادات)، عن تجربة باسم فرات.

    * كتاب (باسم فرات : في المرايا دراسات وحوار )
    طبع دار التكوين دمشق لسنة 2009

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 28, 2024 10:19 pm