إنهم رحلوا الى المنفى بالأسى والذكريات يودعهم الشاعر.. تلك الذكريات التي تأخذ شكل حمامة بيضاء مثقلة بصليب الأمهات، وهذا الشاعر الذي ينحدر من أصول عريقة، من إب ذي علم وجاه ومن أم متعلمة تقرأ وولدها في دار أبيها عن الأدب والحياة.
إنه الشاعر باسم فرات ابن مدينة كربلاء.. الذي ظل يستمع لحكايات الجدة سنوات طوالاً.. يجمع الكتب عاماً بعد عام يفزعه التاريخ الذي تقطعت فيه البلاد ولمت اشلاءها على عجل ويبكيه النحيب الذي يتعالى في صدر مسن اجفلته الحياة.
يتكلم بجدية كبيرة ولايعرف طريقا للمزاح.. هذا ما غرسه فيه التراب الكربلائي الطاهر والتربية الدينية المقدسة.
يكتب الشعر الذي يمثله ويدس الكلمات في قباب براءته لتخرج على مهل بكامل شفافيتها وصفائها النفسي الواضح.. يؤرقه الاصدقاء الاصدقاء حقاً وليس اشباه الشعراء او الذين يرتزقون من وراء الشعر.
يتعالى صوت الخيبة وتتخذ الكلمات شكل رداء محموم حين يستنجد الشاعر بذكرى من رحلوا وتركوا
”أمانيهم تغافلهم وتنتحر.. تنتحر.. تنتحر“.
أما آن لهذا الشاعر ان يستريح.. وهو يستذكر وحشة الاصدقاء، عذاباتهم الصغرى في بقعة القلب وعذاباتهم الكبرى في بقعة تسمى الوطن.
بل اما ان لهذا الوجع العراقي ان يستريح..
وحين يقود الشاعر قناديله الى لغة الضوء.. تتبارى الاحلام والذكريات في غزل منافذ براقة وابواب يصدح خلفها التاريخ.
تاريخ الحروب التي سرقت فرحة الشاعر.. الحروب التي يجلس خلفها الوطن غريباً ومنكسراً ومذعوراً.
الوطن الذي يجلس بصحبة الشاعر.. كل يذكر بصاحبه.
يقول الشاعر
” أنا وبغداد
نجلس معاً على شاطئ نعرفه
نحتسي خرابنا
بغداد
ليل يجفف عتمته بضيائي“
وهنا تدب صرخة الحياة مرة أخرى.. الحياة التي تنسج سجادة بقائها بألم ساحق وملامح افسدها الرصاص.. صرخة أخرى.. انها صرخة السومري الذي يدور بقناديل الوحشة دون أن يفزع الطفولة التي أفزعها الوطن وأهال عليها الحروب.
وهو يردد
”أنا السومري
المدجج بالاحلام والاسئلة
متكئأً
أنفض الحنين عن أصابعي“
ليته يستطيع.. يتكلم عن كربلاء كأنه غادرها بالأمس.. ويعيش بين دجلة والفرات صبياً يلهو بالحصاة الصغيرة ويافعا يدس كتاباً عن الشعر في بدلته العسكرية.. يقرأ.. يتأمل.. يتصفح الحياة ورقة ورقة، فتقفز دمعة بحجم البلاد.. تهوي على كف شاعر مثقل بالاسى.. ليطلق صرخة في الهواء.
”أنا جنة نفسي وقيامتها“
يتكلم بنبل شاعر حقيقي عن مأساة العراق التي هي مأساته بطبيعة الحال دون أن تتسلل الانا بردائها الأسود على خارطة كلماته النابضة بالحياة .
شاعر يعيش الشعر.. قوامه الشعر وشعره الحياة
ويبقى هذا الأمل الساحر يرفرف في سماء الشاعر، أمل من يملك طائرة خرافية تحلق في سماء الله الواسعة وتنادي على الشعراء تجمعهم من المنافي وتعود بهم الى وطن نشم فيه أريج العراق.. عراق ما بعد الدسائس والدموع.
*خريف المآذن: مجموعة شعرية للشاعر العراقي باسم فرات.
*باسم فرات: شاعر عراقي يعيش الان في هيروشيما.
إنه الشاعر باسم فرات ابن مدينة كربلاء.. الذي ظل يستمع لحكايات الجدة سنوات طوالاً.. يجمع الكتب عاماً بعد عام يفزعه التاريخ الذي تقطعت فيه البلاد ولمت اشلاءها على عجل ويبكيه النحيب الذي يتعالى في صدر مسن اجفلته الحياة.
يتكلم بجدية كبيرة ولايعرف طريقا للمزاح.. هذا ما غرسه فيه التراب الكربلائي الطاهر والتربية الدينية المقدسة.
يكتب الشعر الذي يمثله ويدس الكلمات في قباب براءته لتخرج على مهل بكامل شفافيتها وصفائها النفسي الواضح.. يؤرقه الاصدقاء الاصدقاء حقاً وليس اشباه الشعراء او الذين يرتزقون من وراء الشعر.
يتعالى صوت الخيبة وتتخذ الكلمات شكل رداء محموم حين يستنجد الشاعر بذكرى من رحلوا وتركوا
”أمانيهم تغافلهم وتنتحر.. تنتحر.. تنتحر“.
أما آن لهذا الشاعر ان يستريح.. وهو يستذكر وحشة الاصدقاء، عذاباتهم الصغرى في بقعة القلب وعذاباتهم الكبرى في بقعة تسمى الوطن.
بل اما ان لهذا الوجع العراقي ان يستريح..
وحين يقود الشاعر قناديله الى لغة الضوء.. تتبارى الاحلام والذكريات في غزل منافذ براقة وابواب يصدح خلفها التاريخ.
تاريخ الحروب التي سرقت فرحة الشاعر.. الحروب التي يجلس خلفها الوطن غريباً ومنكسراً ومذعوراً.
الوطن الذي يجلس بصحبة الشاعر.. كل يذكر بصاحبه.
يقول الشاعر
” أنا وبغداد
نجلس معاً على شاطئ نعرفه
نحتسي خرابنا
بغداد
ليل يجفف عتمته بضيائي“
وهنا تدب صرخة الحياة مرة أخرى.. الحياة التي تنسج سجادة بقائها بألم ساحق وملامح افسدها الرصاص.. صرخة أخرى.. انها صرخة السومري الذي يدور بقناديل الوحشة دون أن يفزع الطفولة التي أفزعها الوطن وأهال عليها الحروب.
وهو يردد
”أنا السومري
المدجج بالاحلام والاسئلة
متكئأً
أنفض الحنين عن أصابعي“
ليته يستطيع.. يتكلم عن كربلاء كأنه غادرها بالأمس.. ويعيش بين دجلة والفرات صبياً يلهو بالحصاة الصغيرة ويافعا يدس كتاباً عن الشعر في بدلته العسكرية.. يقرأ.. يتأمل.. يتصفح الحياة ورقة ورقة، فتقفز دمعة بحجم البلاد.. تهوي على كف شاعر مثقل بالاسى.. ليطلق صرخة في الهواء.
”أنا جنة نفسي وقيامتها“
يتكلم بنبل شاعر حقيقي عن مأساة العراق التي هي مأساته بطبيعة الحال دون أن تتسلل الانا بردائها الأسود على خارطة كلماته النابضة بالحياة .
شاعر يعيش الشعر.. قوامه الشعر وشعره الحياة
ويبقى هذا الأمل الساحر يرفرف في سماء الشاعر، أمل من يملك طائرة خرافية تحلق في سماء الله الواسعة وتنادي على الشعراء تجمعهم من المنافي وتعود بهم الى وطن نشم فيه أريج العراق.. عراق ما بعد الدسائس والدموع.
*خريف المآذن: مجموعة شعرية للشاعر العراقي باسم فرات.
*باسم فرات: شاعر عراقي يعيش الان في هيروشيما.