عندما ينتمي الشاعر إلى منظومة فكرية خلاقة، يصبح الشعر عنده حاجة ضرورية، لذلك تراه يكتب بمسؤلية وإحساس صادق... والصدقية، في الحالة الشعرية هي التي تتغلب فيها السجية على الصنعة وبالتالي يحس المتلقي بالتدفق العفوي الغريزي للشاعر الخلاق. وهذا هو جوهر الشعر الذي طالما أكدنا عليه في أكثر من مناسبة ومقال، ومازلنا نؤكده، لذلك عندما يدخل الشاعر في الحالة الشعرية ـ أو في المنطقة الشعريةـ فإنه يحس بأن القصيدة تكتب نفسها.. وأن دور الشاعر يكون دور الوسيط، كما في حالات التنويم المغناطيسي... وبعد مرحلة الإرهاصات والولادة يتحقق التماهي بين حالة الوعي واللاوعي ـ عند الشاعر ـ من أجل تشذيب القصيدة وابعادها من حالة الترهل التي قد تعتورها.... هذا التوصيف وهذا الشعور احسست به في قصائد الشاعر باسم فرات، في مجموعته الثالثة ـ أنا ثانية ـ فهذه المجموعة مسكونة بعبير الوطن وطقوس سفره الخلاق بأسلوب واضح شفاف، قلما نجده في قصائد النثر الكثيرة التي تطالعنا يوميا بتهويمات غير مبررة وغير قابلة للفهم، ... فالشاعر يتواصل كما في مجموعته أشد الهديل، وخريف المآذن، في نحت عالمه الخاص به من خلال تواصل ائتلاف حرائقه.. ونزيف خساراته.. لكن نافذة الأمل ما تزال تطل عليه من خلال تذكره عالم الطفولة والصبا ومن خلال لجوئه الى طقوسه وتذكر أماكنه التي لم يستطع النسيان ان يمحو آثارها... فنهر الحسينية والبساتين ومقام المهدي وطقوس عاشوراء والنذور والتكايا ما تزال تحسسه بوجود الأهل بالقرب منه روحياً ونفسياً.. حتى وان كان بعيداً جداً عن الوطن... فالوطن بجميع تفاصيله حاضر في عقل وقلب ووجدان باسم فرات... وهذا الامتياز الكبير واللذة الباهرة والسعادة الداخلية، رغم خسارات الغربة وعذاباتها بالنسبة لشاعر مرهف لا تقوضه كل المكاسب المادية والعيش المرفه الذي قد يحصل عليه في بلدان العالم الأكثر تقدماً ورفاهية.
ان باسم فرات صوت عراقي أصيل، ظل ينحت في جواهر كنوزه بمثابرة قلّ نظيرها ليقدمها الى العالم وهو هائم بينابيعه المكتظة بالعطاء الخلاق. وهذا الهيام هو الذي قاده الى تلك الينابيع السخية بتدفقها الغريزي الذي يمنح القاصي والداني ما يصبو إليه. وهذا الشاعر كلما حلق في الاعالي تراه يحس برغبة شديدة بالانجذاب الى أرضه الأم.
في مجموعته الأخيرة ـ أنا ثانية ـ يتواصل باسم فرات في نزف خساراته وتثبيت تواريخ حرائقه المتواصلة، وهو في الوقت نفسه ينظر من خلال نوافذه المطلة على الأمل الذي يصبو الى تحقيقه. وهذا التضاد يوحي للوهلة الأولى بأنه ضرب من الخيال غير القابل للتحقيق، وهذه هي إحدى مميزات الشاعر الذي استطاع ان يخلق من تضاداته المتصارعة رؤية تتوافر على فسحة كبيرة من التواصل الخلاق الذي يطمح من خلاله الى خلق حالة من الطمأنينة والصفاء الروحي.
لكن باسم فرات الشاعر لا يرتضي حالة السكون والثبات حتى وان كانت تتوفر على سعادة باهرة لذلك تراه يحاول التوغل الى اقصى مدى يستطيعه عله يعوض ما فقده في موقعه الأول، وليته يستطيع، لذا تراه يلوذ بحزنه المثقل الذي ولد عليه بالفطرة كلما داهمته صعاب الغربة وتحدياتها... وهذه هي ميزة الكائن الإنساني المرهف بالاحاسيس النبيلة.
ان غالبية قصائد باسم فرات وفي جميع دواوينه تتوفر على درجة كبيرة من الوضوح الذي لا يقبل التأويل... فالشاعر يكتب نصوصه النثرية بامتياز وتفرد، كونه شاعر ينتمي الى منظومة فكرية خلاقة تتوفر على كم هائل من المعاني الإنسانية السامية التي باستطاعتها ان تتلاقح مع الكائن الإنساني ـ المتلقي ـ أينما يكون ومهما كانت مرجعيات ثقافته...
ومن هنا تأتي أهمية وجدوى ما يكتبه باسم فرات.
ان باسم فرات صوت عراقي أصيل، ظل ينحت في جواهر كنوزه بمثابرة قلّ نظيرها ليقدمها الى العالم وهو هائم بينابيعه المكتظة بالعطاء الخلاق. وهذا الهيام هو الذي قاده الى تلك الينابيع السخية بتدفقها الغريزي الذي يمنح القاصي والداني ما يصبو إليه. وهذا الشاعر كلما حلق في الاعالي تراه يحس برغبة شديدة بالانجذاب الى أرضه الأم.
في مجموعته الأخيرة ـ أنا ثانية ـ يتواصل باسم فرات في نزف خساراته وتثبيت تواريخ حرائقه المتواصلة، وهو في الوقت نفسه ينظر من خلال نوافذه المطلة على الأمل الذي يصبو الى تحقيقه. وهذا التضاد يوحي للوهلة الأولى بأنه ضرب من الخيال غير القابل للتحقيق، وهذه هي إحدى مميزات الشاعر الذي استطاع ان يخلق من تضاداته المتصارعة رؤية تتوافر على فسحة كبيرة من التواصل الخلاق الذي يطمح من خلاله الى خلق حالة من الطمأنينة والصفاء الروحي.
لكن باسم فرات الشاعر لا يرتضي حالة السكون والثبات حتى وان كانت تتوفر على سعادة باهرة لذلك تراه يحاول التوغل الى اقصى مدى يستطيعه عله يعوض ما فقده في موقعه الأول، وليته يستطيع، لذا تراه يلوذ بحزنه المثقل الذي ولد عليه بالفطرة كلما داهمته صعاب الغربة وتحدياتها... وهذه هي ميزة الكائن الإنساني المرهف بالاحاسيس النبيلة.
ان غالبية قصائد باسم فرات وفي جميع دواوينه تتوفر على درجة كبيرة من الوضوح الذي لا يقبل التأويل... فالشاعر يكتب نصوصه النثرية بامتياز وتفرد، كونه شاعر ينتمي الى منظومة فكرية خلاقة تتوفر على كم هائل من المعاني الإنسانية السامية التي باستطاعتها ان تتلاقح مع الكائن الإنساني ـ المتلقي ـ أينما يكون ومهما كانت مرجعيات ثقافته...
ومن هنا تأتي أهمية وجدوى ما يكتبه باسم فرات.