ديوان من الفرات :
" تحلم أن تستيقظ
حيث لا حروب
تعكر مزاج الصباح
لا حنين
مدمن على الألم
لا منغصات
تعيق شروق القصيدة" .
شاعرمن العراق هو .. في ثلاثينيات العمر لكنه يبدو والإرهاق يعطيه سنيناً أكبر .. فالقتل والدم يسدان شوارع بغداد .. وينتقل الى الأفئدة والرؤوس خوفاً ومخاوف يومية.. ثم ينتهي الى اللغة نفسها.. تلك التي يتكلم بها الناس ويكتب بها الشاعر..
هل أوهم نفسي
أنني لستُ الذي في الصورة
محمولاً رأسُه
على رمح؟!.
الشاعر " باسم فرات "- الذي حمل اسم النهر- يتدفقُ شعره أيضاً كنهر صغير يحمل كل ملامح بلده الجريح.. بلده الذي كان عاصمة للدولة الاسلامية فيما كان.. وكان لها تاريخ ماتزال تذكره الأزمان.. ثم:
وللحرب أيضاً أناشيدها
تلك التي بللت أحضان الأمهات
بالعويل والترقب
نوافذ أشرعت للانتظار
ولا تشير الى أحد
أبوابٌ أكلتها الحسرة
فتهشمت عتباتها
أحلام تُسحل في الشوارع
مصابيح شاحبة أنهكها البردُ
وللحرب..
قذائف تتوسدنا وتستريح بأجسادنا
قتلى في جيوبهم
عصافير تشاكس الصباح
وتلهو بنجمة يتيمة نسيها الليل..
تتميز قصائد " باسم فرات " بعنايته بالصورة.. في الوقت الذي استسهل فيه كثير من شعراء الحداثة عبور الصور الشعرية الى السرد المختار أو حتى السرد العادي!
وتتراكم الصور لدى الشاعر حتى لتعتم أحياناً - كما يقول د. صالح هويدي في مقدمة الديوان - وذلك نتيجة تراكم الصور فوق بعضها:
ظلالنا ترشق الستائر بالقبل
الموج يستجدي من المارة قمصانهم
ليعلب السواحل في غثيانات الضباب
العربات تبادله الخدوش والخرائط المقبلة
يتآكل الحنين في لساني
النرجس يتناسل في يدي
ولا زبدٌ في مياهي.....
انه ديوان يبوح بما يعانيه الشاعر.. ديوان احاسيس مجروحة.. يعبر عن واقع مؤلم معاش .. لا يحسه الشاعر وحده ولكننا نحسه جميعاً معه وان كان هو الأكثر نزفاً..
" الحروب التي كنتُ خاسرها الوحيد
علقتها على مضضٍ ومضيت أبحث عني ".
الأهرام المسائي، العدد 6636 الأحد 28 /6 / 2009
" تحلم أن تستيقظ
حيث لا حروب
تعكر مزاج الصباح
لا حنين
مدمن على الألم
لا منغصات
تعيق شروق القصيدة" .
شاعرمن العراق هو .. في ثلاثينيات العمر لكنه يبدو والإرهاق يعطيه سنيناً أكبر .. فالقتل والدم يسدان شوارع بغداد .. وينتقل الى الأفئدة والرؤوس خوفاً ومخاوف يومية.. ثم ينتهي الى اللغة نفسها.. تلك التي يتكلم بها الناس ويكتب بها الشاعر..
هل أوهم نفسي
أنني لستُ الذي في الصورة
محمولاً رأسُه
على رمح؟!.
الشاعر " باسم فرات "- الذي حمل اسم النهر- يتدفقُ شعره أيضاً كنهر صغير يحمل كل ملامح بلده الجريح.. بلده الذي كان عاصمة للدولة الاسلامية فيما كان.. وكان لها تاريخ ماتزال تذكره الأزمان.. ثم:
وللحرب أيضاً أناشيدها
تلك التي بللت أحضان الأمهات
بالعويل والترقب
نوافذ أشرعت للانتظار
ولا تشير الى أحد
أبوابٌ أكلتها الحسرة
فتهشمت عتباتها
أحلام تُسحل في الشوارع
مصابيح شاحبة أنهكها البردُ
وللحرب..
قذائف تتوسدنا وتستريح بأجسادنا
قتلى في جيوبهم
عصافير تشاكس الصباح
وتلهو بنجمة يتيمة نسيها الليل..
تتميز قصائد " باسم فرات " بعنايته بالصورة.. في الوقت الذي استسهل فيه كثير من شعراء الحداثة عبور الصور الشعرية الى السرد المختار أو حتى السرد العادي!
وتتراكم الصور لدى الشاعر حتى لتعتم أحياناً - كما يقول د. صالح هويدي في مقدمة الديوان - وذلك نتيجة تراكم الصور فوق بعضها:
ظلالنا ترشق الستائر بالقبل
الموج يستجدي من المارة قمصانهم
ليعلب السواحل في غثيانات الضباب
العربات تبادله الخدوش والخرائط المقبلة
يتآكل الحنين في لساني
النرجس يتناسل في يدي
ولا زبدٌ في مياهي.....
انه ديوان يبوح بما يعانيه الشاعر.. ديوان احاسيس مجروحة.. يعبر عن واقع مؤلم معاش .. لا يحسه الشاعر وحده ولكننا نحسه جميعاً معه وان كان هو الأكثر نزفاً..
" الحروب التي كنتُ خاسرها الوحيد
علقتها على مضضٍ ومضيت أبحث عني ".
الأهرام المسائي، العدد 6636 الأحد 28 /6 / 2009