خيط رفيع من الانخذال يتسلل إلى روحي كلما انسقتُ الى عادتي في قراءة الشعر وما أكثر عاداتي ، أفتح المجموعة وأقرأ السطر الأول من كل قصيدة واذا ما وجدت تشابهاً سينتصب سر الحرفة أمامي . أحاول ابعاده دون جدوى في قراءاتي الاولى والثانية وقليلاً ما انجح في القراءات الاخرى . كآبة يعاكسها فرح بالاختلاف . فالقصيدة – وهي عادة اخرى – تؤسس لنفسها بلا مهندسين ولا عمال ، بمعنى اليتم . ومن فضائل باسم فرات كراهية معلنة للأبوة ( كنت عاقاً / لأن نزوته أغرت نزوة الموت مبكراً ). وتتوهج السخرية أيضاً في قصيدة مثل هذه معتدة بيتمها ( الجميع في العالم يحارب التصحر الا العربي / لا يزال يعتزّ بتصحره وخوائه )
أو ( ثلاث دول حزينة / يقطعها دجلة والفرات مفترقين ) .
الناقد يحلل أما المتذوق فيصف ذاته من خلال الذي قرأ ما يحب وما يكره ، أو أن يكتب ما ألهمته به القراءة حتى لو لم يشر إليها وأخشى ان يكون أغلب نتاج الشباب من هذا النوع ( إشارة إلى تعريف إليوت للشاعر بالذي يتجاوز الأربعين ) على ان الناقد والمتذوق كليهما معنيان بالحاضر أي بما يقع تحت يديهما الآن لا بالافتراض ولا بالتمني .. ولأن باسماً صديق غربتي فقد عرفته شاعراً وفياً للشعر وللشعراء ، وشعريته تشبهه تماماً بهدوئها وخجلها ، والهديل صفة تلاؤم نبرته في الكلام وفي الكتابة ، وكنت قد جزمت مع نفسي انه نضح كلمة هديل مرغماً في أغلب قصائده حيث تتكرر لتكون قصيدة مهمة ، إسماً للمجموعة بعد أن أضاف الشدة إليها .
قارئ المجموعة يتعرف على جهات الشاعر كلها ، الا انها أقرب الى شعر الحب من أي نوع آخر ، ولأنه غير مهتم بالمدرسية أو بال ( جيلية ) فقد انتثرت قصيدته في الهواء ليشمها ويحسها الجميع وأوشكت أن أقول ( ليتناهشها ) ! ولم يتورع عن استخدام التفعيلة كما في ( انتحار ) و ( أيام ناحلة ) ، على انه استسلم لقصيدة النثر نهائياً كما ايقنت .
شعرية لا تخذل القارئ وتنويع يشهد على إبداعية المجموعة رغم انشغاله بالشرح أحياناً ، لكنه شرح لا يحجز المتعة .. واللغة شهادة أخرى بالابداع لأنسيابيتها وبراءتها ، أي عدم تكلفها كما نجد عند كثير من شعراء انفتحت نوافذ النشر أمامهم بلا حساب .
أو ( ثلاث دول حزينة / يقطعها دجلة والفرات مفترقين ) .
الناقد يحلل أما المتذوق فيصف ذاته من خلال الذي قرأ ما يحب وما يكره ، أو أن يكتب ما ألهمته به القراءة حتى لو لم يشر إليها وأخشى ان يكون أغلب نتاج الشباب من هذا النوع ( إشارة إلى تعريف إليوت للشاعر بالذي يتجاوز الأربعين ) على ان الناقد والمتذوق كليهما معنيان بالحاضر أي بما يقع تحت يديهما الآن لا بالافتراض ولا بالتمني .. ولأن باسماً صديق غربتي فقد عرفته شاعراً وفياً للشعر وللشعراء ، وشعريته تشبهه تماماً بهدوئها وخجلها ، والهديل صفة تلاؤم نبرته في الكلام وفي الكتابة ، وكنت قد جزمت مع نفسي انه نضح كلمة هديل مرغماً في أغلب قصائده حيث تتكرر لتكون قصيدة مهمة ، إسماً للمجموعة بعد أن أضاف الشدة إليها .
قارئ المجموعة يتعرف على جهات الشاعر كلها ، الا انها أقرب الى شعر الحب من أي نوع آخر ، ولأنه غير مهتم بالمدرسية أو بال ( جيلية ) فقد انتثرت قصيدته في الهواء ليشمها ويحسها الجميع وأوشكت أن أقول ( ليتناهشها ) ! ولم يتورع عن استخدام التفعيلة كما في ( انتحار ) و ( أيام ناحلة ) ، على انه استسلم لقصيدة النثر نهائياً كما ايقنت .
شعرية لا تخذل القارئ وتنويع يشهد على إبداعية المجموعة رغم انشغاله بالشرح أحياناً ، لكنه شرح لا يحجز المتعة .. واللغة شهادة أخرى بالابداع لأنسيابيتها وبراءتها ، أي عدم تكلفها كما نجد عند كثير من شعراء انفتحت نوافذ النشر أمامهم بلا حساب .