القصيدة تحترق بلفعات الهواء الساخن
هل رأى أحدكم كيف تستحم الشمس في البحر؟ انها كساق شجرة في العراء تمددت، تحدق في سماء تعتلج بأحاسيسها مطاردات خارج مسارات الوهم، جسد البحر وفاء عبد الرزاق، وشعلة تترجل مع كل عذابات العراق، تبحر داخلها سفن الغربة وغربة الأشياء التي نمت من تجارب علمتها احتواء محدثات الزمان، والأنا داخلها شراع يرفرف بأدق تفاصيل الحزن.
الشاعرة وفاء عبد الرزاق وقصيدة (الورقة التي خالها الشجر)، أما الشاعر باسم فرات يطل بإحساسه المغيب في أطياف الحزن وينمي وحشة الألم، أشعة شمس ضحكتها امرأة، تحمل تقوس انعكاس شمس كربلاء، وجدانياً تستميل الطفولة لحقول الغربة، وتنعش الحياة بما تغزل من شغف وعشق وحب متجهة لذاته في الشعر، معبرًا عن صوته في اصطياد صورة المرأة، يورثها حيوية المضمون بذائقته الجمالية في خلق الصور الابداعية، في قصيدتيه(أنتِ) و(أنتِ2)، والبحث عن ما يوصله بالواقع من ذات القوالب التي لا يمكن لها أن تغيب مهما بعدت المسافات، فهي تعيش في قعر نفسه وجوانب فكره، الشاعرة وفاء عبد الرزاق والشاعر باسم فرات، يجملان عالمهما بحواس الحاجات الانسانية، والتي اصبحت في عالم اليوم شبه مشلولة، ينظمان الأنين وازاحاته المملة، بتصدي جليّ لما يجدان من ضرورة ملحة لتغيير مساحيق مرّة لونهاَ رمادي، تعوث بعصر شاخت فيه جنبات العمر من بدايته ومازالت تهب ريح رمادها القاهرة.
وفاء عبد الرزاق، وقصيدة (الورقة التي خالها الشجر) تبرهن بسياستها الحذقة وما تملك من تمرد، أنَّ تلك الاستوائية العشوائتة ومن زجَّ بحلمه فاسق نحوهم والا تقليدي، كان ضحيته الانسان، لذا تكتب نصاً اتسعت رؤياه واخذ شكل المكابدة، ولما ضاق به وجع العراق، فكانت الورقة ومن يعطي لها بال حين تسقط، مثل طفولة شاخت في اول عمرها، حيث تقول:
سيد الحزن
وصفرة الفرح
وانا قلب الدفاتر
التي تكالب حبرها
وشاخت نونها
تسجل تاء مفلسة
أصب في نفس كاس النفس
جديد وفاء مخالف لما سبق في ضوء التحديات المخالفة في كل الحقول الانسانية، تأولها لماساة العراق يتم من خلال الانسجام مع الفكرة وشروعها في الطرح ببوح نابض بالحياة، حيث تقول:
وأكون الأنا
في ترجّل الاحلام
وفي فرح شوكة
عاشت مطرها
إخرج من صغر نفسك
ادراج الشاعرة لمعاني التجلي في ذاتية الحضور، وغياب الألفة بتقابل مستند علي شروط اقامها الواقع في تماهي عالي الحساسية، تستعيد الشجن خالقة الاسئلة برقة، كلمح البصر امام المتلقي، حيث تقول:
وراودني حيث اكون
لن تصير شبيهاً لي
إذ لا زمن للربات
يا من كفر بربوبية المجمرةإحلب ياسمين الصحاري
بالفعل هي مصرة علي رفع صوتها، كأنها تريد القول: كم تحرقني هفهفات اليوم الحار علي وجه الحياة، ان ما تصبه في قصيدتها يعني الخروج الي ثقافة تحمل حضارة ليس غائبة عن ابنة الرافدين، وتشير الي نعمة التغيير، الذي يمد الي عالم الحركة، حتي لو كان الثمن اشياء ليست واهية وانما في كثير من الاحيان أزلية، حيث تقول:
الصحراء جاءت بشكل اعتذار
والعصافير
مدن
خانها الشجر
وانا عصفورة المدن
التي خانتها أناك.
في مقطع آخر تقول:
وحدي أمنحُ رعشة الشفاء
للهفة الجرح
أوصل الجزن بالحزن
تشع الشمس بألق حنانها حين تسقط في بحرها، لأنها امرأة لم تفر
من سطوح الوطن، والوطن رغم كل الصور مبتهج داخلها، هو طين جسدها ودم حزنها النازف والضوء الآتي من الشمس، وفاء منطلقة ضمن نطاق واحد هو الرغبة في التغيير الجاد سابخا في كل احواض فكرها، متحمسة وقلبها متفق بالحب حيث تقول:
واحتشم بعباءة الاسئلة
إني وجهك الذي يجمل قبحي
متي يفتح الضوء الضرير قلبه؟
أمنح رعشة الشفاء
للهفة الجرح
واغمده في القلب
سقطة الظل
ايعقل ان تكون بغداد
في لهفة جرحي
وتمنع رعشتي ساعة شفاء؟
دخولها المشرع في نتمية البصيرة، وتفكيك مناجم الحزن الذي ساد بغداد جارا ً معه شعب كامل الي متاهات اضحت فيها الرعشة تدق طبول صداها الخوف، حيث تقول:
واكتب علي أخرس الموج
حتي يتصدع الساحل
وتخرج رملة عذراء
تعيد لي الثدي
وأبقي الأسبق إليّ.
الشاعر باسم فرات وقصيدة (انتِ) يصل به احيانا الاحساس عنده حدَّ الشوك، فيورث قصيدته اندهاشات بالغة الثراء، يصف المرأة بالأشعة الضاحكة، لأنه لم يكتفي بوصفها بالعاصفة، يجدها في ذكريات الطفولة، حيث يقول:
عاصفة اربكتني,
غابات أرزكِ تصطاد قيظ صحرائي
أسمع أصفر يشاكس الزهري
لا أعني لهاث الذكريات في صوتك
في حديقة صيفك
رحتُ انحت ايامي
أطلي نهاراتي
باشعة ضحكتك
أزرع طفولتينا
من دون الم ومرارات,
مفتون بطفولة كربلاء ولا غير المرأة يجسد احساسه بكثافة تلك اللحظات التي يصفها بغابات أرز تصطاد قيظ صحرائه، وصف جميل ورائع مثري بالابداع اللغوي، إذن المرأة وما تحمله من كنوز اوجدها الله فيها لتكون محل تعويض رائع لما تملك من رقة وحنان يتدفق حتي خارج مساحات المكان، حيث يقول:
سقيت ينابيعك أسراراً
وبخصلات طيفك شبكتُ الاقحوان وانا اتعثر بصمتي
للشاعر باسم فرات معاناة اوضحت لديه الصورة الفنية والجمال المحسوس، خلق من واقع ذاتي لما امتلك من قوة الصبر، لا هناك شيء يحكمه في خلق صوره الابداعية غير الشعر وذائقته، وفي تحوله الحضاري المرتبط بالواقع، حيث يقول: بوحك.. اعياد تزين حياتياتحسسها كأن لم افعل من قبلينسلخ باسم من قوالب التعبير التقليدي، تجاه المرأة الارض الطفولة(الجذر) انه كشف عن صراع غائم فوق جوانح النفس، في مداخلة مع الفكر والمتخيل، لما يعيش من تحديات ظرف قاس ٍ وصعب، ألزمه أعباء حمل مخالفة التقليد، حيث يقول:
بفرشاة بريقك أزحت عنها أتربة ً تكفي لصنع تمثال للصبرتأويله في عدم اظهار ملامح الحلم، وتلك المرأة التي في بوحه تنبض بالحياة بكل الجمال الذي من حوله بوجودها، رغما عن الواقع مع انسجام تسليطه المنتفض في القاء الضوء عليها، حيث يقول:
كل صباح
افتح للفرح باب النزهة
اضع الطمأنينة
في هواجسك
وادعوك لتفترشي قلبي
ساحلا لرغباتك
اما قصيدة (انت 2) يعود مرة اخري لوصفها بالعاصفة، والعاصفة تأتي وتذهب تاركة علي المكان الذي حامت حوله الكثير من التغيير، اما عاصفة فرات حول المرأة فهي تعالج كل تعثراته وتسكن البهجة في نفسه وتغربل انتباهاته، حيث يقول:
أنت.. عاصفة أربكتني
رسائلك تتنزه في جروحي
طالما رايت شدوك يزيل الاملاح عن ابتهاجاتي
وجود المرأة في حياة باسم فرات هي عملية تجدد في صلب الذات الحالمة والمنكسرة، يدخل النقاء في صيغة معرَّضة للتشكيك، وطموحاته أثناء التفكير بها، يعني الانطلاق الي افتراضات أخري اكبر من التي يعرفها، حيث يقول:
انت.. شبابيك ينتظر تحتها الدراويش
ويستغيث بها المستغيثون
روضة يحجُّ اليها العشاق مستصحبين وجدهم
المرأة تمنح باسم الطاقة الخلاقة في ثمرة التوازن الشعري، تدفعه للانسجاام بين العقل والعاطفة، المرأة معادل موضوعي في خلق الافكار الجمالية، حين تسير بين سطوره، فاتحةً كل التشكيلات في اخراج المعني الصوري لعملية الابداع، حيث يقول:
حزني يخبئ كواكب واساطير
كتب مقدسة حرقها الاباطرة
فكمنت في الصدور تغذي بفيضها مرادهم
محدثات الجمال والاستخدام اللغوي والوصف العيني عملية قائمة علي عقد الصلة بينه وبين القارئ، حيث يقول:أنت.. حكمةُ بابل وجبروت آشورمغامرات الفينيقيين واعجوبة الآراميينهنا يطلق العنان لخياله المعتق في الماضي لأجلها، لأنها وجود مستوحد في رؤياه الجمالية، عودة سايكولوجية في تحديد لمنظورهُ الحقيقي للمرأة، مستخرجا قيمتها العينية كمنقب آثار، محولاً كل حلم مخنوق الي امل يود ان يحيا بلا تقاطعات مشبوهة، حيث يقول:
أنت.. الآلهة التي حاربت العم
ورمت بشباكها علي الكوابيس
كي يستقر ليلي في السرير حتي الصباح
بينما أنت...
عاصفة أربكتني.
يقبل بتبرئة صورتها من كل ما علق حولها من خرافات جافة، همه الشعري بالاستعارة متمكنة، واحالة ما تشابك الي تجليات تعج بالصفاء، غير آبه للعلاقات الاخري من الآخرين.
نغم الدلالة في جمالية الرصد للشاعرة وفاء والشاعر باسم، مبدعان من العراق حملا نغمة الخلق الجمالي لمسيرة الحضارة رغم كل المواجهات، وباصرار معهود منحا العالم صوراً للعراق لا تشبه غيرها من الصور الشعرية مشرنقة بالصميمية، الشاعرة وفاء عبد الرزاق، اثرت وامتلكت موشحات الجمال البصراوي بعمق الصمت الدارج علي وجه موجات البحر، والشاعر باسم فرات أصبغ في صرامة وفق تعادل صَدَر من تجارب خاضها في غربة لم تستطع ان تسكنه، محافظا علي العراق في كل سكناته، ولا تنعشه غير رائحة كربلاء، والبصرة والموصل وزاخو، شاعران طفلان من العراق اوغلا في الحلم والرعشة المتحركة في الشمس، اينما تحركا وتواجدا بهدوء مستذكر.
Azzaman International Newspaper - Issue 3445 Date 12/11/2009
جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3445 - التاريخ 12/11/2009
http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2009\11\11-11\679.htm&storytitle
http://www.azzaman.com/today/P11.pdf=
جريدة الزمان، السنة الثانية عشرة- العدد 3445، الخميس 24 من ذي القعدة 1430 هجرية، 12 من تشرين الثاني 2009 م، الصفحة 11
هل رأى أحدكم كيف تستحم الشمس في البحر؟ انها كساق شجرة في العراء تمددت، تحدق في سماء تعتلج بأحاسيسها مطاردات خارج مسارات الوهم، جسد البحر وفاء عبد الرزاق، وشعلة تترجل مع كل عذابات العراق، تبحر داخلها سفن الغربة وغربة الأشياء التي نمت من تجارب علمتها احتواء محدثات الزمان، والأنا داخلها شراع يرفرف بأدق تفاصيل الحزن.
الشاعرة وفاء عبد الرزاق وقصيدة (الورقة التي خالها الشجر)، أما الشاعر باسم فرات يطل بإحساسه المغيب في أطياف الحزن وينمي وحشة الألم، أشعة شمس ضحكتها امرأة، تحمل تقوس انعكاس شمس كربلاء، وجدانياً تستميل الطفولة لحقول الغربة، وتنعش الحياة بما تغزل من شغف وعشق وحب متجهة لذاته في الشعر، معبرًا عن صوته في اصطياد صورة المرأة، يورثها حيوية المضمون بذائقته الجمالية في خلق الصور الابداعية، في قصيدتيه(أنتِ) و(أنتِ2)، والبحث عن ما يوصله بالواقع من ذات القوالب التي لا يمكن لها أن تغيب مهما بعدت المسافات، فهي تعيش في قعر نفسه وجوانب فكره، الشاعرة وفاء عبد الرزاق والشاعر باسم فرات، يجملان عالمهما بحواس الحاجات الانسانية، والتي اصبحت في عالم اليوم شبه مشلولة، ينظمان الأنين وازاحاته المملة، بتصدي جليّ لما يجدان من ضرورة ملحة لتغيير مساحيق مرّة لونهاَ رمادي، تعوث بعصر شاخت فيه جنبات العمر من بدايته ومازالت تهب ريح رمادها القاهرة.
وفاء عبد الرزاق، وقصيدة (الورقة التي خالها الشجر) تبرهن بسياستها الحذقة وما تملك من تمرد، أنَّ تلك الاستوائية العشوائتة ومن زجَّ بحلمه فاسق نحوهم والا تقليدي، كان ضحيته الانسان، لذا تكتب نصاً اتسعت رؤياه واخذ شكل المكابدة، ولما ضاق به وجع العراق، فكانت الورقة ومن يعطي لها بال حين تسقط، مثل طفولة شاخت في اول عمرها، حيث تقول:
سيد الحزن
وصفرة الفرح
وانا قلب الدفاتر
التي تكالب حبرها
وشاخت نونها
تسجل تاء مفلسة
أصب في نفس كاس النفس
جديد وفاء مخالف لما سبق في ضوء التحديات المخالفة في كل الحقول الانسانية، تأولها لماساة العراق يتم من خلال الانسجام مع الفكرة وشروعها في الطرح ببوح نابض بالحياة، حيث تقول:
وأكون الأنا
في ترجّل الاحلام
وفي فرح شوكة
عاشت مطرها
إخرج من صغر نفسك
ادراج الشاعرة لمعاني التجلي في ذاتية الحضور، وغياب الألفة بتقابل مستند علي شروط اقامها الواقع في تماهي عالي الحساسية، تستعيد الشجن خالقة الاسئلة برقة، كلمح البصر امام المتلقي، حيث تقول:
وراودني حيث اكون
لن تصير شبيهاً لي
إذ لا زمن للربات
يا من كفر بربوبية المجمرةإحلب ياسمين الصحاري
بالفعل هي مصرة علي رفع صوتها، كأنها تريد القول: كم تحرقني هفهفات اليوم الحار علي وجه الحياة، ان ما تصبه في قصيدتها يعني الخروج الي ثقافة تحمل حضارة ليس غائبة عن ابنة الرافدين، وتشير الي نعمة التغيير، الذي يمد الي عالم الحركة، حتي لو كان الثمن اشياء ليست واهية وانما في كثير من الاحيان أزلية، حيث تقول:
الصحراء جاءت بشكل اعتذار
والعصافير
مدن
خانها الشجر
وانا عصفورة المدن
التي خانتها أناك.
في مقطع آخر تقول:
وحدي أمنحُ رعشة الشفاء
للهفة الجرح
أوصل الجزن بالحزن
تشع الشمس بألق حنانها حين تسقط في بحرها، لأنها امرأة لم تفر
من سطوح الوطن، والوطن رغم كل الصور مبتهج داخلها، هو طين جسدها ودم حزنها النازف والضوء الآتي من الشمس، وفاء منطلقة ضمن نطاق واحد هو الرغبة في التغيير الجاد سابخا في كل احواض فكرها، متحمسة وقلبها متفق بالحب حيث تقول:
واحتشم بعباءة الاسئلة
إني وجهك الذي يجمل قبحي
متي يفتح الضوء الضرير قلبه؟
أمنح رعشة الشفاء
للهفة الجرح
واغمده في القلب
سقطة الظل
ايعقل ان تكون بغداد
في لهفة جرحي
وتمنع رعشتي ساعة شفاء؟
دخولها المشرع في نتمية البصيرة، وتفكيك مناجم الحزن الذي ساد بغداد جارا ً معه شعب كامل الي متاهات اضحت فيها الرعشة تدق طبول صداها الخوف، حيث تقول:
واكتب علي أخرس الموج
حتي يتصدع الساحل
وتخرج رملة عذراء
تعيد لي الثدي
وأبقي الأسبق إليّ.
الشاعر باسم فرات وقصيدة (انتِ) يصل به احيانا الاحساس عنده حدَّ الشوك، فيورث قصيدته اندهاشات بالغة الثراء، يصف المرأة بالأشعة الضاحكة، لأنه لم يكتفي بوصفها بالعاصفة، يجدها في ذكريات الطفولة، حيث يقول:
عاصفة اربكتني,
غابات أرزكِ تصطاد قيظ صحرائي
أسمع أصفر يشاكس الزهري
لا أعني لهاث الذكريات في صوتك
في حديقة صيفك
رحتُ انحت ايامي
أطلي نهاراتي
باشعة ضحكتك
أزرع طفولتينا
من دون الم ومرارات,
مفتون بطفولة كربلاء ولا غير المرأة يجسد احساسه بكثافة تلك اللحظات التي يصفها بغابات أرز تصطاد قيظ صحرائه، وصف جميل ورائع مثري بالابداع اللغوي، إذن المرأة وما تحمله من كنوز اوجدها الله فيها لتكون محل تعويض رائع لما تملك من رقة وحنان يتدفق حتي خارج مساحات المكان، حيث يقول:
سقيت ينابيعك أسراراً
وبخصلات طيفك شبكتُ الاقحوان وانا اتعثر بصمتي
للشاعر باسم فرات معاناة اوضحت لديه الصورة الفنية والجمال المحسوس، خلق من واقع ذاتي لما امتلك من قوة الصبر، لا هناك شيء يحكمه في خلق صوره الابداعية غير الشعر وذائقته، وفي تحوله الحضاري المرتبط بالواقع، حيث يقول: بوحك.. اعياد تزين حياتياتحسسها كأن لم افعل من قبلينسلخ باسم من قوالب التعبير التقليدي، تجاه المرأة الارض الطفولة(الجذر) انه كشف عن صراع غائم فوق جوانح النفس، في مداخلة مع الفكر والمتخيل، لما يعيش من تحديات ظرف قاس ٍ وصعب، ألزمه أعباء حمل مخالفة التقليد، حيث يقول:
بفرشاة بريقك أزحت عنها أتربة ً تكفي لصنع تمثال للصبرتأويله في عدم اظهار ملامح الحلم، وتلك المرأة التي في بوحه تنبض بالحياة بكل الجمال الذي من حوله بوجودها، رغما عن الواقع مع انسجام تسليطه المنتفض في القاء الضوء عليها، حيث يقول:
كل صباح
افتح للفرح باب النزهة
اضع الطمأنينة
في هواجسك
وادعوك لتفترشي قلبي
ساحلا لرغباتك
اما قصيدة (انت 2) يعود مرة اخري لوصفها بالعاصفة، والعاصفة تأتي وتذهب تاركة علي المكان الذي حامت حوله الكثير من التغيير، اما عاصفة فرات حول المرأة فهي تعالج كل تعثراته وتسكن البهجة في نفسه وتغربل انتباهاته، حيث يقول:
أنت.. عاصفة أربكتني
رسائلك تتنزه في جروحي
طالما رايت شدوك يزيل الاملاح عن ابتهاجاتي
وجود المرأة في حياة باسم فرات هي عملية تجدد في صلب الذات الحالمة والمنكسرة، يدخل النقاء في صيغة معرَّضة للتشكيك، وطموحاته أثناء التفكير بها، يعني الانطلاق الي افتراضات أخري اكبر من التي يعرفها، حيث يقول:
انت.. شبابيك ينتظر تحتها الدراويش
ويستغيث بها المستغيثون
روضة يحجُّ اليها العشاق مستصحبين وجدهم
المرأة تمنح باسم الطاقة الخلاقة في ثمرة التوازن الشعري، تدفعه للانسجاام بين العقل والعاطفة، المرأة معادل موضوعي في خلق الافكار الجمالية، حين تسير بين سطوره، فاتحةً كل التشكيلات في اخراج المعني الصوري لعملية الابداع، حيث يقول:
حزني يخبئ كواكب واساطير
كتب مقدسة حرقها الاباطرة
فكمنت في الصدور تغذي بفيضها مرادهم
محدثات الجمال والاستخدام اللغوي والوصف العيني عملية قائمة علي عقد الصلة بينه وبين القارئ، حيث يقول:أنت.. حكمةُ بابل وجبروت آشورمغامرات الفينيقيين واعجوبة الآراميينهنا يطلق العنان لخياله المعتق في الماضي لأجلها، لأنها وجود مستوحد في رؤياه الجمالية، عودة سايكولوجية في تحديد لمنظورهُ الحقيقي للمرأة، مستخرجا قيمتها العينية كمنقب آثار، محولاً كل حلم مخنوق الي امل يود ان يحيا بلا تقاطعات مشبوهة، حيث يقول:
أنت.. الآلهة التي حاربت العم
ورمت بشباكها علي الكوابيس
كي يستقر ليلي في السرير حتي الصباح
بينما أنت...
عاصفة أربكتني.
يقبل بتبرئة صورتها من كل ما علق حولها من خرافات جافة، همه الشعري بالاستعارة متمكنة، واحالة ما تشابك الي تجليات تعج بالصفاء، غير آبه للعلاقات الاخري من الآخرين.
نغم الدلالة في جمالية الرصد للشاعرة وفاء والشاعر باسم، مبدعان من العراق حملا نغمة الخلق الجمالي لمسيرة الحضارة رغم كل المواجهات، وباصرار معهود منحا العالم صوراً للعراق لا تشبه غيرها من الصور الشعرية مشرنقة بالصميمية، الشاعرة وفاء عبد الرزاق، اثرت وامتلكت موشحات الجمال البصراوي بعمق الصمت الدارج علي وجه موجات البحر، والشاعر باسم فرات أصبغ في صرامة وفق تعادل صَدَر من تجارب خاضها في غربة لم تستطع ان تسكنه، محافظا علي العراق في كل سكناته، ولا تنعشه غير رائحة كربلاء، والبصرة والموصل وزاخو، شاعران طفلان من العراق اوغلا في الحلم والرعشة المتحركة في الشمس، اينما تحركا وتواجدا بهدوء مستذكر.
Azzaman International Newspaper - Issue 3445 Date 12/11/2009
جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3445 - التاريخ 12/11/2009
http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2009\11\11-11\679.htm&storytitle
http://www.azzaman.com/today/P11.pdf=
جريدة الزمان، السنة الثانية عشرة- العدد 3445، الخميس 24 من ذي القعدة 1430 هجرية، 12 من تشرين الثاني 2009 م، الصفحة 11