في عدد آيار/ آب 2005 من مجلة الأدب العالمي المعاصرWorld Literature Today, كتب الدكتور عيسى بلاطه عن الاصدار الشعري الجديد للشاعر العراقي الشاب باسم فرات المقيم في نيوزيلنده والذي يضم ترجمة مختارات من قصائده. منوهاً بمجموعتيه السابقتين باللغة العربية: أشدّ الهديل/ 1999 عن دار ألواح في مدريد، وخريف المآذن/2002 عن دار أزمنة في عمان.
هو في الحقيقة أول كتاب شعري عربي مترجم للانجليزية في نيوزيلنده، حيث يقيم الشاعر منذ مغادرته وطنه الأم عام 1997. والشاعر من مواليد 1967 في مدينة كربلاء. ويعيش اليوم في ويلنغتون مع حنينه وذكرياته. اللوحتان المتقابلتان على غلاف الكتاب الأمامي، أحدهما يمثل العمران الحضاري لمدينة ويلنغتون والثاني القباب المذهبة ومنائر الأضرحة الشيعية في كربلاء المقدسة وفق تأويل عنوان الكتاب (هنا وهناك) المعبّر عن مضمونه.
القصائد الأثنان والعشرين في المجموعة تتحدث عن المنفى والغربة وشوقه لوطنه. حيث يذكر خدمته في حرب الخليج (1990-1991) كجندي في الجيش العراقي، ويقابلها بإقامته في بلد المنفى والبلد الأم. الشعور الغالب في القصائد هو مزيج من الحزن والحنين والحبّ، وبحث مستديم عن شيء عزيز، الآن مفقود. الحبّ كدالة للخلاص.
وأقول: يا لهاث الفراتين
كي أستطيع مصافحة غربتي
هل عليّ أن أحرق جذوري؟
وأرمي ثلاثين عاماً إلى البحر
لتكون وليمة شهيّة للأسماك
هل عليّ أن أخلع قميصي المليء قسراً
بالقذائف والوشايات والحصار
لتعانقني سماء ليست لي
وأقول:
يا لهاث الفراتين
في المدن القصيّة
ثمة ما يدعو للتذكر
في الأقاصي التي أنهكها البحر
أردم أحلامي
لي من الحروب تذكار
ومن البلاد الجراح.
القصائد آهلة بالرموز التاريخية من العهد الاسلامي والمقامات الشيعية، أو ما قبل الاسلام ممثلة بالآلهة السومرية والبابلية والاشورية، وصولاً الى العهد الحديث ورموز العراق من فنانين وموسيقيين. وقد أتبعت المختارات بخلاصة موجزة لتعريف القارئ ببعض الاحالات والرموز.
المترجمون الأربعة الذين ساهموا في نقل قصائد العربية إلى اللغة الانجليزية، كل على انفراد، ما عدا أربعة قصائد تعاون في كل منها أثنان سوية. انجزوا عملاً جيداً حفظت نكهة العربية على كل حال. مثال على القصائد المترجمة من قبل مترجمين أثنين قصيدة (أرسم بغداد) حيث يظهر فيها اجتهاد المترجمين للوصول إلى دقة المعنى.
(هنا وهناك) علامة جميلة في شاعرية الشعر وصوره المشرقة. اصدار مميز في سلسلة الشعر الجديد التي يشرف عليها الشاعر المعروف مارك بيري ومن منشورات هيدوركس، دار نشر الشعر الرئيسية في ويلنغتون.
عيسى بلاطه
جامعة (McGill) في مونتريال
* From World Literature Today, May- August 2005,pg. 107
نُشرَ المقال في مجلة الأدب العالمي اليوم الصادرة باللغة الانكليزية في أمريكا
هو في الحقيقة أول كتاب شعري عربي مترجم للانجليزية في نيوزيلنده، حيث يقيم الشاعر منذ مغادرته وطنه الأم عام 1997. والشاعر من مواليد 1967 في مدينة كربلاء. ويعيش اليوم في ويلنغتون مع حنينه وذكرياته. اللوحتان المتقابلتان على غلاف الكتاب الأمامي، أحدهما يمثل العمران الحضاري لمدينة ويلنغتون والثاني القباب المذهبة ومنائر الأضرحة الشيعية في كربلاء المقدسة وفق تأويل عنوان الكتاب (هنا وهناك) المعبّر عن مضمونه.
القصائد الأثنان والعشرين في المجموعة تتحدث عن المنفى والغربة وشوقه لوطنه. حيث يذكر خدمته في حرب الخليج (1990-1991) كجندي في الجيش العراقي، ويقابلها بإقامته في بلد المنفى والبلد الأم. الشعور الغالب في القصائد هو مزيج من الحزن والحنين والحبّ، وبحث مستديم عن شيء عزيز، الآن مفقود. الحبّ كدالة للخلاص.
وأقول: يا لهاث الفراتين
كي أستطيع مصافحة غربتي
هل عليّ أن أحرق جذوري؟
وأرمي ثلاثين عاماً إلى البحر
لتكون وليمة شهيّة للأسماك
هل عليّ أن أخلع قميصي المليء قسراً
بالقذائف والوشايات والحصار
لتعانقني سماء ليست لي
وأقول:
يا لهاث الفراتين
في المدن القصيّة
ثمة ما يدعو للتذكر
في الأقاصي التي أنهكها البحر
أردم أحلامي
لي من الحروب تذكار
ومن البلاد الجراح.
القصائد آهلة بالرموز التاريخية من العهد الاسلامي والمقامات الشيعية، أو ما قبل الاسلام ممثلة بالآلهة السومرية والبابلية والاشورية، وصولاً الى العهد الحديث ورموز العراق من فنانين وموسيقيين. وقد أتبعت المختارات بخلاصة موجزة لتعريف القارئ ببعض الاحالات والرموز.
المترجمون الأربعة الذين ساهموا في نقل قصائد العربية إلى اللغة الانجليزية، كل على انفراد، ما عدا أربعة قصائد تعاون في كل منها أثنان سوية. انجزوا عملاً جيداً حفظت نكهة العربية على كل حال. مثال على القصائد المترجمة من قبل مترجمين أثنين قصيدة (أرسم بغداد) حيث يظهر فيها اجتهاد المترجمين للوصول إلى دقة المعنى.
(هنا وهناك) علامة جميلة في شاعرية الشعر وصوره المشرقة. اصدار مميز في سلسلة الشعر الجديد التي يشرف عليها الشاعر المعروف مارك بيري ومن منشورات هيدوركس، دار نشر الشعر الرئيسية في ويلنغتون.
عيسى بلاطه
جامعة (McGill) في مونتريال
* From World Literature Today, May- August 2005,pg. 107
نُشرَ المقال في مجلة الأدب العالمي اليوم الصادرة باللغة الانكليزية في أمريكا