هنا وهناك قصائد مختارة للشاعر العراقي باسم فرات ، ترجمها من العربية الى الانجليزية كل من محي الدين عساف وعباس الشيخ والدكتور عبد المنعم الناصر ويحيى حيدر ، وقد قام الشاعر والناشر مارك بيري بتحرير ومراجعة الكتاب .
ان قراءة هذا الكتاب ضمن سياق الأخبار خلال عام 2004 جعلتني أفكر ملياً مرة أخرى بمقدار ذلك الأثر المهلك على حياة الناس البسطاء والمواهب والذي فرضه ذلكم النوع غير الاعتيادي من الشخصيات الغبية والتي يبدو انها كانت ولا تزال تحتل مواقع النفوذ والقوة .
ولد باسم فرات في العراق سنة 1967 ، وبصرف النظر عن مؤهلاته وقابلياته وأذواقه ، فان الحقيقة وحدها هي التي وجهت حياته وانجازاته ، وفي الوقت الذي لم يكن فيه باسم فرات راضياً عن نفسه ولا مذعناً لظروفه فان قبوله باملاءات التاريخ تقع في الصميم من أشعاره ، كما يظهر ذلك من عنواني قصيدتين من أبدع أشعاره ضمن هذه المجموعة المختارة والمنشورة " عبرت الحدود مصادفة " و " برتبة منكسر " .
ان شعر باسم فرات والذي ترجم من قبل عدة مترجمين ، يعتمد كثيراً على التقاليد الأدبية في الشرق الأوسط ، وبخاصة الوصف الثابت / المستقر لموضوع أو مزاج ، والذي يعامله بتوسع غنيّ باستعمال المجاز أكثر مما يتابعه عن طريق تطوير الخطاب ، واذا أخذنا بنظر الاعتبار الطبيعة الصعبة للكثير من المحتويات – الحرب ، المنفى ، القهر السياسي – سنرى ان تلك معالجة مناسبة وتظهر الشخصية الفردية للشاعر من خلال انفعالاته الشخصية العميقة والمنفتحة والتي تبدو أحياناً متفاوتة المشاعر :
قد لا أحبك
لكنها ابتسامتك
( القصيدة العصية على الكتابة )
تستبيحني
" لا أحبك " ص 41
كما انه يعرض مقارنة مكتومة السخرية بين عراق ذكرياته وبلد منفاه نيوزلندا ، غير ان الاسماء المأساوية للانهار والامكنة ، لا تزال تشغل وعيه ، كذلك لديه هناك وعي دقيق وحاد بالوجود في الحاضر ، حيث نحن جميعاً ومع الكثير من الاخبار المخطوءة التي تحيط بنا من وسائل الاعلام عن العالمين العربي والاسلامي ، فان باسم فرات مثال لذلك النوع من الصوت الذي نحتاج كثيراً للاستماع إليه .
وفي أوقات صراعات مثل هذه فان الشاعر هو الذي يقول الحقيقة أكثر من غيره .
* طوني بَيَر : أحد اهم شعراء نيوزلندا ، وفي طليعة محرري الكتب فيها .
عن مجلة سْبين النيوزلندية....... ترجمة الدكتور عبد المنعم الناصر
ان قراءة هذا الكتاب ضمن سياق الأخبار خلال عام 2004 جعلتني أفكر ملياً مرة أخرى بمقدار ذلك الأثر المهلك على حياة الناس البسطاء والمواهب والذي فرضه ذلكم النوع غير الاعتيادي من الشخصيات الغبية والتي يبدو انها كانت ولا تزال تحتل مواقع النفوذ والقوة .
ولد باسم فرات في العراق سنة 1967 ، وبصرف النظر عن مؤهلاته وقابلياته وأذواقه ، فان الحقيقة وحدها هي التي وجهت حياته وانجازاته ، وفي الوقت الذي لم يكن فيه باسم فرات راضياً عن نفسه ولا مذعناً لظروفه فان قبوله باملاءات التاريخ تقع في الصميم من أشعاره ، كما يظهر ذلك من عنواني قصيدتين من أبدع أشعاره ضمن هذه المجموعة المختارة والمنشورة " عبرت الحدود مصادفة " و " برتبة منكسر " .
ان شعر باسم فرات والذي ترجم من قبل عدة مترجمين ، يعتمد كثيراً على التقاليد الأدبية في الشرق الأوسط ، وبخاصة الوصف الثابت / المستقر لموضوع أو مزاج ، والذي يعامله بتوسع غنيّ باستعمال المجاز أكثر مما يتابعه عن طريق تطوير الخطاب ، واذا أخذنا بنظر الاعتبار الطبيعة الصعبة للكثير من المحتويات – الحرب ، المنفى ، القهر السياسي – سنرى ان تلك معالجة مناسبة وتظهر الشخصية الفردية للشاعر من خلال انفعالاته الشخصية العميقة والمنفتحة والتي تبدو أحياناً متفاوتة المشاعر :
قد لا أحبك
لكنها ابتسامتك
( القصيدة العصية على الكتابة )
تستبيحني
" لا أحبك " ص 41
كما انه يعرض مقارنة مكتومة السخرية بين عراق ذكرياته وبلد منفاه نيوزلندا ، غير ان الاسماء المأساوية للانهار والامكنة ، لا تزال تشغل وعيه ، كذلك لديه هناك وعي دقيق وحاد بالوجود في الحاضر ، حيث نحن جميعاً ومع الكثير من الاخبار المخطوءة التي تحيط بنا من وسائل الاعلام عن العالمين العربي والاسلامي ، فان باسم فرات مثال لذلك النوع من الصوت الذي نحتاج كثيراً للاستماع إليه .
وفي أوقات صراعات مثل هذه فان الشاعر هو الذي يقول الحقيقة أكثر من غيره .
* طوني بَيَر : أحد اهم شعراء نيوزلندا ، وفي طليعة محرري الكتب فيها .
عن مجلة سْبين النيوزلندية....... ترجمة الدكتور عبد المنعم الناصر