بما أن العقل هو مثول أمام (القدرة) من أجل تحريك الوجدان السري الذي يتحرك باتجاه التفكر والاحساس بالمادة، ومن هنا تنطلق مرايا التخييل الذي يرتبط بالأشياء، ومن ثم يسمو بالخيال نحو ما يستطيع أن يتخيله، ليرتبط بالمنفصل من المتخيل بالتماهي، وهنا تنشراللغة جناحيها على ترتيب ما يصور عن طريقها خدمة للمتشكل من التخليق.
أرى في الماهية عيون كثيرة، كما أرى في الكتابة انعكاس الفهم القرائي الدقيق، لكن الذي تقرأه يحول دون معرفة المرامي إلا بالتأمل، لذا علينا أن نتوخى الحذر من كلا الحالتين حرصا على الادراك من الدخول في فخ المغامرة.
وللحقيقة لم اقرأ لحد الآن نصاً مبدعاً على حد اطلاعي، أقصد في هذا الظرف المضطرب من عالمنا الذي يُدرُّ معاصرة خبيثة، فاصبحنا خاملين في التأمل، لأننا صرنا نشك في أغلب ما يكتب تحت خيمة فارغة.. بالنتيجة هنالك كتابات أنيقة تتحلى بفنية ذات تقانة عالية في ترتيب (المرايا).
ولأن (معنى الحقيقة حيرة) كما يقول الحلاج ولانني مقتنع بالتقاليد التي تتطور ومقتنع بتطور اللغة ولا اقوى على نسف الاشكال خدمة للبواطن.
عليَّ أن أحاور كي نلتزم/ وكما هو في سؤال الشاعر المقروء.. هل نحن تناغم حضارتين؟
فالمجموعة الشعرية (خريف المآذن) للشاعر باسم فرات التي اعترض على تسميتها بهذا العنوان المتشائم لان مآذننا لن تتساقط مادام فينا مؤمن.!! وهذه المجموعة الصادرة عن دارأزمنة لسنة 2002 والتي تحمل بين طياتها اثني عشر نصاً مختوماً بالنبض الراقص تارة والمرتجف بخوفه تارة اخرى، فضلاً عن قلقه من حرب الحضارات وحينما يستأنس الشاعر بالوفاء لحضارة عريقة احتضنته معرفيا جاد بهذه المتعة من الكلام الذي يراه غربة بُعد، ونحن نراه اغتراب سري يألفه هو باطنياً فيقترب عبر الذاكرات التي هي مركز قدرته على الابداع..
أي حلم يجفف طفولتي
أي حلم يشق صباحاتي
انا الاخير في قافلة العزلة
من هذا المدخل الذي يقوده الى لغة الضوء جاب قناديل حياته الخافتة بلون العزلة المضمومة في غفلة من زمن قضاه مشحوناً بأضمامة ضميره المتكلم والحافل بالنتائج الخاسرة وعبر مزالق هذه الحياة نراه ينسج احلاماً وردية لا ترى سوى الضجيج يلمع في حدقاته والمارة معاً..
صهيلي يتكئ على صحراءٍ فاض حدادها،
كيف لي ان اترك نسياني،
يوزع ذكرياته باتجاه الالم، ولا يصرخ:
يا بلاد استرجعيني،
البراءة عزلاء الا من السواد
وانا اتلمس دمي..
وبما انه ينتمي الى ذاكرة مرة، غواه الامتثال امام محاكمات يومية تسوقه نحو جحيم يصارعه وهو الفارش جناحيه على بياض الورقة، لينثر افكاره واحداقه بما يسمح له من مزايا عبر نسيجه التكويني الاليم تارة مفترضا هبوب القرب من بلاده، واخرى يتجمل بالصبر كي تنحني امامه المسرة..
ليل يجفف عتمته بضيائي،
سلاماً مناديل الوداع التي جففها مطر الانتظار
سلاماً عباءات الدموع التي هي تاريخنا بلاشك..
مخاطباً جنونه المغترب بين احضان التواريخ العازلة والخرائط العازلة، كي يخيط بذكرياته جرحه العميق مسلوخاً من جلد تكوينه الحزين..
الخطيئة ليست في جبلته ولكن الخطيئة من مسرى ما يحيطه من كوارث حقيقية تبناها خيفة من رؤيته بمرآة من يقابله، منبهاً (دليله) المخطوف من البياض
دلني
كيف ارسم بروقي فوق سريرك
دلني
دلني
أيها السواد
وهكذا يبقى معتمراً بيافطات البياض كي يشاهد الناس وهم يلتفون بسوداوية توقعهم في فخ الالم تعصرهم المتاهة في ظلمتها داخلاً عليهم بوفاء الكلب الحارس، ولكن من خلف المحيطات لينذرهم بما يرمم من المستحيل، ليقول..
دخلت المدينة مثل كلب
تعوي بوجهه البيوت
أمي ترمم النجوم التي اختلطت بشعرها
وتشرب شايا تذيب فيه أحزنها
الطرقات تسيل على قدمي
والاشجار
تتدلى ثمارها على الافق
- الافق وهم لوقف العين -
من يمسك بظله..؟
أخطاؤنا وطن يتكئ على حربة
واحلامنا تنمو على الشرفات.
هذه الشعرية المسترسلة مليئة بمخاطر اللغة التي تحمل الشبه في تقننة الموضوع المتكرر في اغلب مقطعات نصوصه، لكنه يبقى مشحونا بلغة جديدة معاصرة وضد التقليد في الكتابة مرتمياً بأحضان (ادونيس) او ما يشبهه في المعنى الواحد.
ولا ادرى من سيقوده الى الضوء العقل، قلبه القنديل ام اكتشاف اديسون..!
لذا اقول كما يقول سيبقى..
- مزدحماً
بانشغال الآس
يلوح بأصابعه للذين يمضون
ومعهم اسئلة الوردة.
أرى في الماهية عيون كثيرة، كما أرى في الكتابة انعكاس الفهم القرائي الدقيق، لكن الذي تقرأه يحول دون معرفة المرامي إلا بالتأمل، لذا علينا أن نتوخى الحذر من كلا الحالتين حرصا على الادراك من الدخول في فخ المغامرة.
وللحقيقة لم اقرأ لحد الآن نصاً مبدعاً على حد اطلاعي، أقصد في هذا الظرف المضطرب من عالمنا الذي يُدرُّ معاصرة خبيثة، فاصبحنا خاملين في التأمل، لأننا صرنا نشك في أغلب ما يكتب تحت خيمة فارغة.. بالنتيجة هنالك كتابات أنيقة تتحلى بفنية ذات تقانة عالية في ترتيب (المرايا).
ولأن (معنى الحقيقة حيرة) كما يقول الحلاج ولانني مقتنع بالتقاليد التي تتطور ومقتنع بتطور اللغة ولا اقوى على نسف الاشكال خدمة للبواطن.
عليَّ أن أحاور كي نلتزم/ وكما هو في سؤال الشاعر المقروء.. هل نحن تناغم حضارتين؟
فالمجموعة الشعرية (خريف المآذن) للشاعر باسم فرات التي اعترض على تسميتها بهذا العنوان المتشائم لان مآذننا لن تتساقط مادام فينا مؤمن.!! وهذه المجموعة الصادرة عن دارأزمنة لسنة 2002 والتي تحمل بين طياتها اثني عشر نصاً مختوماً بالنبض الراقص تارة والمرتجف بخوفه تارة اخرى، فضلاً عن قلقه من حرب الحضارات وحينما يستأنس الشاعر بالوفاء لحضارة عريقة احتضنته معرفيا جاد بهذه المتعة من الكلام الذي يراه غربة بُعد، ونحن نراه اغتراب سري يألفه هو باطنياً فيقترب عبر الذاكرات التي هي مركز قدرته على الابداع..
أي حلم يجفف طفولتي
أي حلم يشق صباحاتي
انا الاخير في قافلة العزلة
من هذا المدخل الذي يقوده الى لغة الضوء جاب قناديل حياته الخافتة بلون العزلة المضمومة في غفلة من زمن قضاه مشحوناً بأضمامة ضميره المتكلم والحافل بالنتائج الخاسرة وعبر مزالق هذه الحياة نراه ينسج احلاماً وردية لا ترى سوى الضجيج يلمع في حدقاته والمارة معاً..
صهيلي يتكئ على صحراءٍ فاض حدادها،
كيف لي ان اترك نسياني،
يوزع ذكرياته باتجاه الالم، ولا يصرخ:
يا بلاد استرجعيني،
البراءة عزلاء الا من السواد
وانا اتلمس دمي..
وبما انه ينتمي الى ذاكرة مرة، غواه الامتثال امام محاكمات يومية تسوقه نحو جحيم يصارعه وهو الفارش جناحيه على بياض الورقة، لينثر افكاره واحداقه بما يسمح له من مزايا عبر نسيجه التكويني الاليم تارة مفترضا هبوب القرب من بلاده، واخرى يتجمل بالصبر كي تنحني امامه المسرة..
ليل يجفف عتمته بضيائي،
سلاماً مناديل الوداع التي جففها مطر الانتظار
سلاماً عباءات الدموع التي هي تاريخنا بلاشك..
مخاطباً جنونه المغترب بين احضان التواريخ العازلة والخرائط العازلة، كي يخيط بذكرياته جرحه العميق مسلوخاً من جلد تكوينه الحزين..
الخطيئة ليست في جبلته ولكن الخطيئة من مسرى ما يحيطه من كوارث حقيقية تبناها خيفة من رؤيته بمرآة من يقابله، منبهاً (دليله) المخطوف من البياض
دلني
كيف ارسم بروقي فوق سريرك
دلني
دلني
أيها السواد
وهكذا يبقى معتمراً بيافطات البياض كي يشاهد الناس وهم يلتفون بسوداوية توقعهم في فخ الالم تعصرهم المتاهة في ظلمتها داخلاً عليهم بوفاء الكلب الحارس، ولكن من خلف المحيطات لينذرهم بما يرمم من المستحيل، ليقول..
دخلت المدينة مثل كلب
تعوي بوجهه البيوت
أمي ترمم النجوم التي اختلطت بشعرها
وتشرب شايا تذيب فيه أحزنها
الطرقات تسيل على قدمي
والاشجار
تتدلى ثمارها على الافق
- الافق وهم لوقف العين -
من يمسك بظله..؟
أخطاؤنا وطن يتكئ على حربة
واحلامنا تنمو على الشرفات.
هذه الشعرية المسترسلة مليئة بمخاطر اللغة التي تحمل الشبه في تقننة الموضوع المتكرر في اغلب مقطعات نصوصه، لكنه يبقى مشحونا بلغة جديدة معاصرة وضد التقليد في الكتابة مرتمياً بأحضان (ادونيس) او ما يشبهه في المعنى الواحد.
ولا ادرى من سيقوده الى الضوء العقل، قلبه القنديل ام اكتشاف اديسون..!
لذا اقول كما يقول سيبقى..
- مزدحماً
بانشغال الآس
يلوح بأصابعه للذين يمضون
ومعهم اسئلة الوردة.