إن ثيمة الحرب المتغلغلة في ثنايا نصوص مجموعة "خريف المآذن" للشاعر المغترب باسم فرات هي ابرز مايميز قصائده.
الحرب ذلك الزائر الثقيل الجاثم على الانفاس المحمل بكل اشكال المرارات والمآسي في بلد ليس ككل البلدان، العراق صاحب اولى الحضارات ومبتكر ثقافة المدونات عبر تاريخ عريق من الحروب والثقافات التي تسير جنباً الى جنب مع انسان الماقبل وانسان الآن ولربما انسان المابعد.
ونحن نقف ازاء استقراء لنصوص هذه المجموعة, يطالعنا باسم فرات بما يختلج في نفسه، بعدما عانى الاغتراب الداخلي وهو يمارس اليتم في طفولته والاغتراب الكوني حينما كشرت الحرب عن اسنانها لتلقيه على اعتاب المنافي القاسية وهو لايملك الا الصوت الحر والكلمة المقدسة.
• فخرَّ ازيز المدافع من قميصي
رسمت سماءً صافيةً لانفذ منها
محتها الصواريخ (ارسم بغداد/ ص18)
زغردة الدمار وهي تتمثل في ازيز للمدافع يخرّ من قميص الشاعر مما يعني ان هنالك حروباً جوانية تعتمل داخله فيعمد الى ترك الارض حاضنة الحروب لرسم سماء ترتحل فيها احلامه الا ان للصواريخ كلام آخر بممارستها عملية المحو لهذه السماء، فيقف الشاعر ازاء محنة تطبق عليه من الداخل والخارج.
• أيّ الازقة تفتح قمصانها للغريب
اعلّق على الجدران انكساراتي
واتوسد الحنين ( الى لغة الضوء اقود القناديل/ص14)
قيل ان العنوان هو ثريا النص ففي ( الى لغة الضوء اقود القناديل) وعبر مجسات الرؤية فأن العنوان يفضي الى ان الشاعر يؤكد على العماء الذي يصيب الاخرين والذين يدّعون البصيرة فهاهو يقود الضوء الى القناديل ومايعنيه ليس فعل الاضاءة بل هو الحقيقة المختفية التي ترمي بالقشور محتفظة بلب جوهرها لايقودها الفعل الحر الى ممارسة دورها الانساني بل تمكث مكبلة بأسر العماء المخاتل، ليفتح المنفى ذراعيه واي منفى يليق بشاعر مغترب مابين اهله اثخنته الحروب جراحاً واجهشته العاطفة فيتوسد الحنين الى اشياءه المشتهاة.
• وللحدود تلك القضبانات المبتكرة التي سورت بها ايد الاستعمار مباهج وطموحات الشعوب وفق لعبة شطرنجية لاغالب فيها ولا مغلوب، اثرها ففي قصيدة (عبرت الحدود مصادفة/ ص35)
يقول الشاعر:
اخطاؤنا وطن يتكئ على حربه
واحلامنا تنمو على الشرفات.
مصوراً نفسه خطأ مندغم بوطن يغفو على طفل الحرب (الموت) تاركاً احلامه على شرفات تعبث بها ريح القدر.
• اتذكر انني بلا وطن
وان الحروب مازالت تلاحقني وتغير اشكالها
والشظايا سعالي المزمن ( عناق لايقطعه سوى القصف/ص39)
لايملك رصيداً في وطنه سوى الحروب وهي تطارده باشكالها النافرة ليغادر جغرافيا الوطن لاروحه مما يدل على انه يحمل الوطن بين اضالعه فيسعل شظايا هي جراحات الوطن الحاضر ابداً في كيانه وروحه.
• انصت للذين يأوون الحروب
من سباتها
فأرى دمي يتدحرج بين الحدود (اقول انثى ولا اعني كربلاء/ ص42)
هاهو الشاعر يشكو الطاغوتية والطغاة، المرض الخبيث المستوطن في الارض منذ بدء الخليقة والى يومنا هذا، وفقاً لثنائية الخير والشر ، فما كان من الطغاة الا الايغال في القضاء على الامال والاماني والانسانية بكل ابعادها والعمل على تشكيل قطبية القوى الباطشة الغاشمة التي ترمي الجلوس على كراس تستقر على جماجم الشعوب، فكان ان رأى الشاعر دمه يتدحرج بين الحدود سعياً وراء افق مجهول قد يمنحه شيئاً من انسنته المتمناة.
• واذ يقتل ابي ويحز رأسه
يمسح العلقمي دموعي ويتوارى (عواء ابن آوى/ ص48)
نهر العلقمي المقدس الذي شهد اكبر تضحية في سبيل المبادئ السماوية التي جسدها الامام الحسين واهل بيته (ع) الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل اعلاء كلمة الحق وتثبيتاً لدين الاسلام العظيم، ذلك النهر وهو يمسح دموع الطفل اليتيم باسم اثر فقدانه اباه جراء الدفاع عن النواميس الالهية، يضفي على يتمه القداسة ويغرس في نفسه حب الحسين (ع) والتمسك بالمبادئ الانسانية العظيمة.
• تركت على خارطة الطفولة
براءة ثقبتها عفونة العسكر (جنوب مطلق/ ص58)
هنا يفتح الشاعر عينيه على طفولة تتواشج مع الحروب بكل تمثلاتها البشعة فكان امام سواد طاغ يحاصره من كل صوب فيرزح ذلك السواد مسترخياً في كل عوالمه.
• من اعطى المدينة هذا الفم
لتبتلع القصائد والحقول
فلا اجد مسرباً للحرية (1/3/1967م/ ص66)
المدينة: كربلاء المقدسة، ساحة فداء وتضحية الامام الحسين (ع) في سبيل الاسلام العظيم متوغلة في روح الشاعر حتى وهو بعيد عنها في اقصى العوالم وهي فمه الذي يطلق القصائد واساره الحميم المحيط به فلا يجد مسرباً للحرية التي لن يجدها من كان همه الوطن والانسان.
الحرب ذلك الزائر الثقيل الجاثم على الانفاس المحمل بكل اشكال المرارات والمآسي في بلد ليس ككل البلدان، العراق صاحب اولى الحضارات ومبتكر ثقافة المدونات عبر تاريخ عريق من الحروب والثقافات التي تسير جنباً الى جنب مع انسان الماقبل وانسان الآن ولربما انسان المابعد.
ونحن نقف ازاء استقراء لنصوص هذه المجموعة, يطالعنا باسم فرات بما يختلج في نفسه، بعدما عانى الاغتراب الداخلي وهو يمارس اليتم في طفولته والاغتراب الكوني حينما كشرت الحرب عن اسنانها لتلقيه على اعتاب المنافي القاسية وهو لايملك الا الصوت الحر والكلمة المقدسة.
• فخرَّ ازيز المدافع من قميصي
رسمت سماءً صافيةً لانفذ منها
محتها الصواريخ (ارسم بغداد/ ص18)
زغردة الدمار وهي تتمثل في ازيز للمدافع يخرّ من قميص الشاعر مما يعني ان هنالك حروباً جوانية تعتمل داخله فيعمد الى ترك الارض حاضنة الحروب لرسم سماء ترتحل فيها احلامه الا ان للصواريخ كلام آخر بممارستها عملية المحو لهذه السماء، فيقف الشاعر ازاء محنة تطبق عليه من الداخل والخارج.
• أيّ الازقة تفتح قمصانها للغريب
اعلّق على الجدران انكساراتي
واتوسد الحنين ( الى لغة الضوء اقود القناديل/ص14)
قيل ان العنوان هو ثريا النص ففي ( الى لغة الضوء اقود القناديل) وعبر مجسات الرؤية فأن العنوان يفضي الى ان الشاعر يؤكد على العماء الذي يصيب الاخرين والذين يدّعون البصيرة فهاهو يقود الضوء الى القناديل ومايعنيه ليس فعل الاضاءة بل هو الحقيقة المختفية التي ترمي بالقشور محتفظة بلب جوهرها لايقودها الفعل الحر الى ممارسة دورها الانساني بل تمكث مكبلة بأسر العماء المخاتل، ليفتح المنفى ذراعيه واي منفى يليق بشاعر مغترب مابين اهله اثخنته الحروب جراحاً واجهشته العاطفة فيتوسد الحنين الى اشياءه المشتهاة.
• وللحدود تلك القضبانات المبتكرة التي سورت بها ايد الاستعمار مباهج وطموحات الشعوب وفق لعبة شطرنجية لاغالب فيها ولا مغلوب، اثرها ففي قصيدة (عبرت الحدود مصادفة/ ص35)
يقول الشاعر:
اخطاؤنا وطن يتكئ على حربه
واحلامنا تنمو على الشرفات.
مصوراً نفسه خطأ مندغم بوطن يغفو على طفل الحرب (الموت) تاركاً احلامه على شرفات تعبث بها ريح القدر.
• اتذكر انني بلا وطن
وان الحروب مازالت تلاحقني وتغير اشكالها
والشظايا سعالي المزمن ( عناق لايقطعه سوى القصف/ص39)
لايملك رصيداً في وطنه سوى الحروب وهي تطارده باشكالها النافرة ليغادر جغرافيا الوطن لاروحه مما يدل على انه يحمل الوطن بين اضالعه فيسعل شظايا هي جراحات الوطن الحاضر ابداً في كيانه وروحه.
• انصت للذين يأوون الحروب
من سباتها
فأرى دمي يتدحرج بين الحدود (اقول انثى ولا اعني كربلاء/ ص42)
هاهو الشاعر يشكو الطاغوتية والطغاة، المرض الخبيث المستوطن في الارض منذ بدء الخليقة والى يومنا هذا، وفقاً لثنائية الخير والشر ، فما كان من الطغاة الا الايغال في القضاء على الامال والاماني والانسانية بكل ابعادها والعمل على تشكيل قطبية القوى الباطشة الغاشمة التي ترمي الجلوس على كراس تستقر على جماجم الشعوب، فكان ان رأى الشاعر دمه يتدحرج بين الحدود سعياً وراء افق مجهول قد يمنحه شيئاً من انسنته المتمناة.
• واذ يقتل ابي ويحز رأسه
يمسح العلقمي دموعي ويتوارى (عواء ابن آوى/ ص48)
نهر العلقمي المقدس الذي شهد اكبر تضحية في سبيل المبادئ السماوية التي جسدها الامام الحسين واهل بيته (ع) الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل اعلاء كلمة الحق وتثبيتاً لدين الاسلام العظيم، ذلك النهر وهو يمسح دموع الطفل اليتيم باسم اثر فقدانه اباه جراء الدفاع عن النواميس الالهية، يضفي على يتمه القداسة ويغرس في نفسه حب الحسين (ع) والتمسك بالمبادئ الانسانية العظيمة.
• تركت على خارطة الطفولة
براءة ثقبتها عفونة العسكر (جنوب مطلق/ ص58)
هنا يفتح الشاعر عينيه على طفولة تتواشج مع الحروب بكل تمثلاتها البشعة فكان امام سواد طاغ يحاصره من كل صوب فيرزح ذلك السواد مسترخياً في كل عوالمه.
• من اعطى المدينة هذا الفم
لتبتلع القصائد والحقول
فلا اجد مسرباً للحرية (1/3/1967م/ ص66)
المدينة: كربلاء المقدسة، ساحة فداء وتضحية الامام الحسين (ع) في سبيل الاسلام العظيم متوغلة في روح الشاعر حتى وهو بعيد عنها في اقصى العوالم وهي فمه الذي يطلق القصائد واساره الحميم المحيط به فلا يجد مسرباً للحرية التي لن يجدها من كان همه الوطن والانسان.