في يوم السبت المصادف 16-1-2010وعلى قاعة المؤسسة العراقية-الاسترالية للثقافة والفنون أقام الملتقى الثقافي العراقي-الاسترالي أمسية احتفائية بالشاعر العراقي باسم فرات
المقيم حاليا في لاوس وقد حضر الأمسية لفيف من الشعراء والفنانين والصحفيين والمثقفين
المقيمين في سدني وكعادتها دأبت فرقة أروك المسرحية بعموديها المتميزين الكاتب الدرامي
والمخرج المسرحي الفنان عباس الحربي والمخرج المسرحي الفنان منير العبيدي على استهلال الأمسية الاحتفائية بعمل درامي يعتمد على انتقاء شذرات من النتاج الابداعي للمحتفى به فقدما عملا دراميا ناجحا نال اعجاب الحاضرين وشارك الفنانين الكبيرين في
ذلك العمل الفنان الشاب الواعد أميل مكو اضافة الى ولدي الفنان عباس الحربي اللذين أشرفا على الاضاءة واعداد الديكور فكانا متميزين في عملهما..وبعد ذلك قدم الشاعر العراقي وديع شامخ للأمسية متحدثا عن النشاط االثقافي العراقي في الخارج مسلطا الضوء على ابداع الشاعر المحتفى به باسم فرات ثم قدم للجمهور الشاعر العراقي مسلم الطعان لقراءة شهادته وقصيدته.
القصيدة:سيجيئُ ربيعُ القرى
مضى النايُ في الخاصرة
يجرّبُ خنجر الشهقات
ويرثي(خريف المآذن
التي تساقطت أوراقُ مشروعها السماويّ
حين داست حوافرُ الناكثين
أضالع صدر نقي البهاء
ومن تربة عطرتها دماءُ السماء
تطلُ القصيدة ُبرأسها المسوّر بالشيب
ويبكي الفراتُ رحيل الهديل
فيامن ترّدُ الهديل
صوب تلك الشواطئ المبتلاة
بشوك الفجيعة
وتلك المآذنُ التي لوت أعناقها
رياحُ النكوص
المآذنُ التي أنتجتها قصورُ الطغاة
ستنحني للحفاة
الذين يقودُهم ربيعُ القرى
حيثُ تتلو الخناجرُ اعترافها الأخير
وتبدأ ُالمآذنُ
بترتيل مشروعها السماويّ.
عرفت باسم فرات نصا قبل أن أعرفه شخصا
شهادة
باسم فرات
شاعر شفيف جميل شعرا وأدبا جما..باسم فرات شاعر مائي بامتياز فهو ينتمي للماء
بكينونته الجسدية والشعرية...
كيف لا وهو يختار الفرات اسما لأبيه الذي أستشهد دفاعا عن الجمال والجارة الفراتية
التي استنجدت به فهب لنصرتها وكان قربانا للشرف والعفة الكربلائية
عرفت باسم فرات نصا قبل أن أعرفه شخصا
عرفت باسم فرات نصا شعريا عراقيا حاملا صليبه الفجائعي حينما أهداني الصديق الشاعر
جمال الحلاق ديوان "خريف المآذن" الذي أودعه لديه في بيته-الصالون الذي كنا نقيم
الأماسي الثقافية فيه في جبل القصور في عمان-الأردن ذلك البيت المتواضع الذي حوله
الشاعر الحلاق وزوجته الرائعة السيدة بشرى(الأخت أم علي)الى ورشة شعرية تجمع جسورها ما بين القاصي والداني..يأتي اليه الشعراء القادمون من الثلج يحملون عطشهم
السرمدي الى دفئ بيت عراقي فيطلقّون الفنادق بالثلاث ويحتسون الشاي العراقي المهيّل
الذي يبكي هو الآخر تشرذم أهليه على أجساد المنافي
باسم فرات قصيدة كربلائية تحمل وجع الحسين المتألق في كل زمان ومكان
لشعريته الدرامية لغة ضوئية تقود القناديل في طرق طقوسية تجمع ما بين التأريخ العام
والتأريخ الشخصي.
باسم فرات قارئ نهم للتأريخ وبالذات التأريخ العراقي ولذا تجد قصيدته مشبعة بالماء الفجائعي، سيولة نصه تبهر القارئ-المتلقي وتصدمه برقة وكأنها تبعث فيه شرارة المعادل الموضوعي ليباب الفرات في تلك اللحظة التراجيدية التي لم ينجد بها طفلا رضيعا قادما من هيكل القداسة ينحرُ بسهم خاسئ أطلقته يد مخصية باركها الخراب الأموي الذي لم يزل متعهرا حتى هذه اللحظة. باسم فرات شاعر المنافي الذي لم ينزع جلباب حقيقته كما فعل الآخرون المتلونون الذين باعوا عفتهم الشعرية وماء وجوههم لقاء دراهم معدودات
كتبت عن باسم دراسة مطوّلة نشرت في كتاب حاورت فيها مسرحه المائي المسافاتي حيث
وجدت في نصه تراجيديا الماء الذي بات يبكي ليلا ونهارا على سيد القناديل الحسين
العظيم(عليه السلام)..."ضمير الأديان"كما يسميه الكاتب المسيحي المعروف أنطون بارا
في كتابه الموسوم (الحسين في الفكر المسيحي ) م
مرحبا بالصديق الشاعر باسم فرات بين أهليه وأصدقائه الحميمين في سدني والشكر كل الشكر للأصابع التي نسجت نسيج هذه الأمسية الدافئة..لكم أيها الأصدقاء الحضور وافر
المحبة والعرفان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ذلك قرأ الشاعر العراقي وديع شامخ مقالة كتبها كقراءة نقدية لمقتطفات من منجز
الشاعر الشعري ومن الجدير بالذكر أن الشاعر وديع شامخ قام بمحاورة نقدية ذكيةمع الشاعر باسم فرات أصبحت مشروعا مهما لكتاب صدر عن دار التكوين تحت عنوان"باسم
فرات:في المرايا"أضيفت له دراسات وقراءات لنقاد وشعراء تناولوا التجربة الابداعية للشاعر وقدم للكتاب الناقد والأكاديمي المعروف حاتم الصكر وراجعه حسن عبد راضي ثم أعطيت الفرصة للشاعر الضيف لقراءة قصائد مختارة من قصائد المنفى لا سيما السنوات
الأخيرة التي أقام فيها في هيروشيما ولاوس كانت القصائد تحمل رائحة المكان الجديد لكن
الوجع العراقي لابد له بأن يدلف الى خلوة الشاعر وكأنه القدر الذي تنسجه أصابع الشعرية المتدفقة في شكل قصيدة النثر التي يكتبها الشاعر بفرادة متميزةعن مجايليه والذين سبقوه.قرأ باسم قصائده بطريقة درامية حيث أخذ ينتقل من مكان الى آخر وسط قاعة الاحتفال وشارك في الحوار كل من الشاعرعباس باسكاني والدكتور الجابري ومدير موقع المثقف والشاعر جمال الحلاق ومحسن بني سعيد والشاعر واصف شنون والشاعر مكي الربيعي والفنان عباس الحربي والحاج ماجد والشاب عقيل الطعان ثم انتهت الأمسية بقراءة قصائد أخرى ودعوة الشاعر وديع شامخ
لجمهور الحاضرين على مواصلة دعم الفعاليات الثقافية بالحضور المتواصل.
موقع صوت العراق
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=57003
المقيم حاليا في لاوس وقد حضر الأمسية لفيف من الشعراء والفنانين والصحفيين والمثقفين
المقيمين في سدني وكعادتها دأبت فرقة أروك المسرحية بعموديها المتميزين الكاتب الدرامي
والمخرج المسرحي الفنان عباس الحربي والمخرج المسرحي الفنان منير العبيدي على استهلال الأمسية الاحتفائية بعمل درامي يعتمد على انتقاء شذرات من النتاج الابداعي للمحتفى به فقدما عملا دراميا ناجحا نال اعجاب الحاضرين وشارك الفنانين الكبيرين في
ذلك العمل الفنان الشاب الواعد أميل مكو اضافة الى ولدي الفنان عباس الحربي اللذين أشرفا على الاضاءة واعداد الديكور فكانا متميزين في عملهما..وبعد ذلك قدم الشاعر العراقي وديع شامخ للأمسية متحدثا عن النشاط االثقافي العراقي في الخارج مسلطا الضوء على ابداع الشاعر المحتفى به باسم فرات ثم قدم للجمهور الشاعر العراقي مسلم الطعان لقراءة شهادته وقصيدته.
القصيدة:سيجيئُ ربيعُ القرى
مضى النايُ في الخاصرة
يجرّبُ خنجر الشهقات
ويرثي(خريف المآذن
التي تساقطت أوراقُ مشروعها السماويّ
حين داست حوافرُ الناكثين
أضالع صدر نقي البهاء
ومن تربة عطرتها دماءُ السماء
تطلُ القصيدة ُبرأسها المسوّر بالشيب
ويبكي الفراتُ رحيل الهديل
فيامن ترّدُ الهديل
صوب تلك الشواطئ المبتلاة
بشوك الفجيعة
وتلك المآذنُ التي لوت أعناقها
رياحُ النكوص
المآذنُ التي أنتجتها قصورُ الطغاة
ستنحني للحفاة
الذين يقودُهم ربيعُ القرى
حيثُ تتلو الخناجرُ اعترافها الأخير
وتبدأ ُالمآذنُ
بترتيل مشروعها السماويّ.
عرفت باسم فرات نصا قبل أن أعرفه شخصا
شهادة
باسم فرات
شاعر شفيف جميل شعرا وأدبا جما..باسم فرات شاعر مائي بامتياز فهو ينتمي للماء
بكينونته الجسدية والشعرية...
كيف لا وهو يختار الفرات اسما لأبيه الذي أستشهد دفاعا عن الجمال والجارة الفراتية
التي استنجدت به فهب لنصرتها وكان قربانا للشرف والعفة الكربلائية
عرفت باسم فرات نصا قبل أن أعرفه شخصا
عرفت باسم فرات نصا شعريا عراقيا حاملا صليبه الفجائعي حينما أهداني الصديق الشاعر
جمال الحلاق ديوان "خريف المآذن" الذي أودعه لديه في بيته-الصالون الذي كنا نقيم
الأماسي الثقافية فيه في جبل القصور في عمان-الأردن ذلك البيت المتواضع الذي حوله
الشاعر الحلاق وزوجته الرائعة السيدة بشرى(الأخت أم علي)الى ورشة شعرية تجمع جسورها ما بين القاصي والداني..يأتي اليه الشعراء القادمون من الثلج يحملون عطشهم
السرمدي الى دفئ بيت عراقي فيطلقّون الفنادق بالثلاث ويحتسون الشاي العراقي المهيّل
الذي يبكي هو الآخر تشرذم أهليه على أجساد المنافي
باسم فرات قصيدة كربلائية تحمل وجع الحسين المتألق في كل زمان ومكان
لشعريته الدرامية لغة ضوئية تقود القناديل في طرق طقوسية تجمع ما بين التأريخ العام
والتأريخ الشخصي.
باسم فرات قارئ نهم للتأريخ وبالذات التأريخ العراقي ولذا تجد قصيدته مشبعة بالماء الفجائعي، سيولة نصه تبهر القارئ-المتلقي وتصدمه برقة وكأنها تبعث فيه شرارة المعادل الموضوعي ليباب الفرات في تلك اللحظة التراجيدية التي لم ينجد بها طفلا رضيعا قادما من هيكل القداسة ينحرُ بسهم خاسئ أطلقته يد مخصية باركها الخراب الأموي الذي لم يزل متعهرا حتى هذه اللحظة. باسم فرات شاعر المنافي الذي لم ينزع جلباب حقيقته كما فعل الآخرون المتلونون الذين باعوا عفتهم الشعرية وماء وجوههم لقاء دراهم معدودات
كتبت عن باسم دراسة مطوّلة نشرت في كتاب حاورت فيها مسرحه المائي المسافاتي حيث
وجدت في نصه تراجيديا الماء الذي بات يبكي ليلا ونهارا على سيد القناديل الحسين
العظيم(عليه السلام)..."ضمير الأديان"كما يسميه الكاتب المسيحي المعروف أنطون بارا
في كتابه الموسوم (الحسين في الفكر المسيحي ) م
مرحبا بالصديق الشاعر باسم فرات بين أهليه وأصدقائه الحميمين في سدني والشكر كل الشكر للأصابع التي نسجت نسيج هذه الأمسية الدافئة..لكم أيها الأصدقاء الحضور وافر
المحبة والعرفان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ذلك قرأ الشاعر العراقي وديع شامخ مقالة كتبها كقراءة نقدية لمقتطفات من منجز
الشاعر الشعري ومن الجدير بالذكر أن الشاعر وديع شامخ قام بمحاورة نقدية ذكيةمع الشاعر باسم فرات أصبحت مشروعا مهما لكتاب صدر عن دار التكوين تحت عنوان"باسم
فرات:في المرايا"أضيفت له دراسات وقراءات لنقاد وشعراء تناولوا التجربة الابداعية للشاعر وقدم للكتاب الناقد والأكاديمي المعروف حاتم الصكر وراجعه حسن عبد راضي ثم أعطيت الفرصة للشاعر الضيف لقراءة قصائد مختارة من قصائد المنفى لا سيما السنوات
الأخيرة التي أقام فيها في هيروشيما ولاوس كانت القصائد تحمل رائحة المكان الجديد لكن
الوجع العراقي لابد له بأن يدلف الى خلوة الشاعر وكأنه القدر الذي تنسجه أصابع الشعرية المتدفقة في شكل قصيدة النثر التي يكتبها الشاعر بفرادة متميزةعن مجايليه والذين سبقوه.قرأ باسم قصائده بطريقة درامية حيث أخذ ينتقل من مكان الى آخر وسط قاعة الاحتفال وشارك في الحوار كل من الشاعرعباس باسكاني والدكتور الجابري ومدير موقع المثقف والشاعر جمال الحلاق ومحسن بني سعيد والشاعر واصف شنون والشاعر مكي الربيعي والفنان عباس الحربي والحاج ماجد والشاب عقيل الطعان ثم انتهت الأمسية بقراءة قصائد أخرى ودعوة الشاعر وديع شامخ
لجمهور الحاضرين على مواصلة دعم الفعاليات الثقافية بالحضور المتواصل.
موقع صوت العراق
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=57003