الشعر - إنسان
جوهر الحياة
بل هو الحياة
حياة
في هذه المقولات تجسد شعر الشاعر باسم فرات في ديوانه بلوغ النهر
باسم فرات شاعر عراقي بروحه الأسطورية ، برحلاته الجلجاميشية الأبلغ ، شاعر عراقي الطين ولكن عينيه كونيتان روحه بأجنحة المدى تجوابا وفنا ، أن يرحل الشاعر أي شاعر ذاك أمر عادي أما أن يجعل الرحلة لقطات تتجسد في اللغة حكاية شعرية أو ومضة خاطفة من خطف شياطين الشعر وبلحمة من انسجام الخيال واللغة والفن الشعري فذاك لا يبلغه إلا شاعر متفرد كما يقال ، شاعر له طريقه الخاص ، وغناؤه المتميز ، وقد يكون هنالك أمثاله سبقوه في التجربة ، ولكن الدروب التي سارها تحمل آثاره هو ، وبالتالي هو من حوّل الشعر إلى مسافر في الآفاق ، واقتاد الآفاق إلى اللغة ، فحزنا على المعرفة وعلى جمالية اللغة الشعرية وقد خاطب الشاعر بقصائده خيالنا وحفزه ، وأضاف قيما معرفية من خواص الشعر ذاته
باسم فرات ، أجمل من الحكايا ، وهو يتمتع بحساسية عالية فلا يهبط بالشعر إلى مجرد خروج نثري بالشعر بل هو بارع بذلك الخروج ليؤسس لشعريته ، معالمها المتفردة .
الشاعر في زمن الأساطير كان يكتب الأسطورة آن يحياها وقلت هذا وأنا أقرأ كيف يروي ما يشاهد أو ما يفعل وكأنه يحكي لمشاهدين خلف الستار
هكذا قرأت ديوان باسم فرات دون أن يتمحل ولا يتكلف على ما يكتب عنه أكان تمثال إله أو بطل أسطوري أو مدينة ملحمة
أجل إن لغته لم تكن لغة دلّال ولا لغة معلق على رياضة ما
لقد كانت لغته تليق بمشاهدات الشاعر ورحلاته وتلك الآلهة أو الأساطير التي أعاد بعثها بقصائده .
لست ناقدا ولا عارض كتب في جريدة ، أنا قارئ وقد قرأت الديوان
ووضعت لكم انطباعي وأتمنى على من يحب الشعر لوجه الشعر أن يقرأ الديوان .
***
دمشق
23-8-2013
...