انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    عِذاب الركابي: قراءة في مجموعة "فأس تطعن الصباح" لباسم فرات

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    عِذاب الركابي: قراءة في مجموعة "فأس تطعن الصباح" لباسم فرات Empty عِذاب الركابي: قراءة في مجموعة "فأس تطعن الصباح" لباسم فرات

    مُساهمة  Admin الأربعاء يناير 27, 2021 7:23 am

    قراءة في مجموعة "فأس تطعن الصباح"
    عِذاب الركابي

    الشاعرُ المقيم في اللامكان يجيء ديوانهُ بعد ثمانية دواوين مهمة ـ تشكّلُ إضافة مهمة لديوان الشعر ما بعد الحداثي ، وهو يتفوّق في لغة متفجرة متفردة ، وأسلوبٍ لايشبهُ فيه أحداً ، مؤسّساً لقصيدة متمرّدة ، تختصر العالم .
    قدّم له الناقد العراقي الكبير د. حاتم الصكر بكلمات من نسيج القصيدة احتفاء بقصيدةٍ متمرّدةٍ جديدةٍ ، وبحضور شاعرٍ – رائي يحفر اسمه في مقدمة الشعراء الكبار الذين يغيرون العالم بنبوءات الفرح والأمل والحرية .. قال الصكر :
    " لقد عبّرت قصائده مساحة عنف وخراب في تاريخ هذا الوطن العذب والمعذب والجارح " .
    وقصائد باسم فرات جاءت بلغة بكائية محفزة على الأمل والفرح الصوفي حتى وإن بديا بعيدين متمنعين ، لكنهما يقرآن عبر قوافي القصائد وغيوم الشوق والحب والحنان في كل شطر وكل جملة ومفردة اغترفت عطرها من الوطن البعيد - القريب :
    في المدن المتعلقة بالشرق ،
    المُدن التي تهطلُ عليها الشمسُ بكاملِ تبخترها
    حتى تغتسلَ بالمطر ستتة أشهر كاملة ن
    لتبقى ستة أخرى عاريةً إلاّ من الذهبِ
    ترسلهُ أساورَ وقلائد على أجسادِ النِّساء
    المدن التي تنبت الأساطيرُ والفقرُ والبخورُ
    على جسورها المُتآكلة
    تعثرت بأساطير تستجدي المارّة
    في جيبي دسّستُ بعضَها
    صارَ أريجها يتطايرُ
    وحياتي يسيلُ لها لعابُ الجميع



    كل قصيدة حكاية من حكايات بغداد الفاتنة الملائكية ، وقد تاهت في دروب عراق في ذمة الغياب ، مصادر حتى إشعار آخر ، باحثة عن عاشقها الأمثل والأعظم ، وقد غاب طيّ الحزن بلا انتهاء.
    في مقبرة الحسن البصري ،
    عند قبر السّياب
    يقفُ الفراهيدي ،
    ليقرأ من كتابِ العين ،
    مأساة شط العرب.
    .
    باسم فرات في كلّ نبضةِ أصابع مجنونة بإيحاءات القصيدة ، ولعبة المجاز ، ولهو استعارات ، يؤسس لأسلوب مختلف ، لم يسبقه إليه أحد غيره ، وفي كلّ إيقاع قريحة مموسقة بهمومه وحالات عشقه ، يضع أبجيدية يضجّ فسفور حروفها في لغة شعرية جديدة ، هي بعد الكلمات ، وبعد الخيال ، بلاغة البلاغة في رؤى جديدة ، تفيض بها مقاطع قصائده في الديوان ، حتى صرت أراه يمتحن إيقاعات حنجرته بآلام بعذابات شاعر الكون الفتى المغامر الذي انتعل الريح الفرنسي - آرتور رامبو طفل شكسبير قال عنه هنري ميللر.. حالم النبوءة لزمن لغةٍ كونيةٍ آتٍ لا محالة :
    في القاهرةِ
    تتيهُ بكَ المتاحفُ
    التاريخُ على صدور النِّساء
    مجلجلاً بالزغاريدِ
    وارتجاجِ الأنوثة
    يمشي .
    .
    ها هو الشاعر الكبير باسم فرات ، ونحن معه الشعراء أيتام الحرية ، شعراء الرؤى المستلبة ، نخرج بجرأة البراكين والزلازل من اللغة التقليدية المكرورة إلى اللغة المتفجرة .. اللغة الكونية التي لا نشبه فيها أحداً خارجين من قواميس الأسلاف وقوافيهم إلى لغةٍ في الهواء الطلق :
    سبائك من وقتٍ بينَ مخالب النسيان
    كلٌّ يحلمُ في جغرافية التاريخ
    فرسان الخيول المُطهمةِ
    المجدُ تحتض سُروجهم
    لكنهك ينكسرون
    أمام زحفِ
    مَن يهبطونَ
    كالسيلِ لحرق الكتب .


    قصائد- باسم فرات .. جاءت إليه طائعة ، ولم يذهب إليها ، كتبتهُ ولم يكتبها بل وفتح أبواب قلبه لها ، كأيِّ امراةٍ جميلةٍ ، إغواؤها مصدر الجذب والمتعة والدهشة في الحياة .. ألف مبروك صديقي الطاعن في الحداثة والمحبة والوفاء
    الأسكندرية - يوليو

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:15 am