أسرج باسم فرات قناديله الشعرية داخل غربته المعتمة ، التي طحنت سنوات عمره ، ورصعت حياته بالحنين واللهفة الى الوطن ، لذا تستوقفنا حرائق الحروف المندلعة بين ثنايا الشاعر على نحو متكرر في أغلب نصوصه الشعرية ، المزدحمة بالتوق الى أرصفة وطن ثلمتها الحروب ومدن أحيلت الى هشيم .
لم يعبأ باسم فرات بمستعمرات الورود والخضرة الطافحة التي أثقلت شوارع ولنغتن أو باحات هيروشيما أو جنائن لاوس ، تلك المنافي النابضة بالجمال والسلام التي جابها الشاعر ، بل إنغمس مع دوائر الدخان الأسود المتصاعد بين الحين والآخر من رحم الوطن المتشظي ، ويريق الدمع بلا هوادة ، مع تأوهات الثكالى وإنبجاس الموت ، الذي أطاح بكل صروح الفرح المدجج بالأمل والترقب.
من بين فحولة المنفى وسرمدية الوجع ، طرز هذا السومري الفراتي العذب جل ترنيماته اللائبة ، وهمهماته التي ترشقنا طورا بإنبهار مطلق وطورا بخرائط شعر باذخة الإحساس.
لقد رصد فراتنا العذب مشهد الشعر بعين فوتوغرافية مدهشة ولاقطة لأشكال الجمال ، حيث نهل من درايته وحرفيته في فن التصوير لآلئ الإبداع ، ليسبك شعراً متشحاً بغرس الطبيعة ومروجها الغناء ، حتى ننتشي جميعاً بقدّاسه الفوتوشعري .
لم ينسلخ باسم فرات كذلك من براثن كربلاء ، تلك المدينة الفجائعية التي انصهرت مع الوجع والندب ، وتنتكس خشوعاً في كل عام لذكرى واقعة الطف الأشد وجعاً وإيلاماً، ظلّ يداعبه مشهد الحزن العارم الذي يهدهد أركان المدينة المنكوبة ، ذات القباب الذهبية اللافتة للقلب ، حتى نكاد نسمع حشرجات المواكب وعويلها تئن في سماوات باسم فرات ، التي أحالها الى موقد شعره اللاهب بالوجد والحزن ، وهذا الوشيج المتشظي ظل يمخر عباب شاعريته حتى نسمع لسان حاله يقول :
أبي
حزنٌ عتيقٌ
أمي
كتابُ الحزنِ
حين فتحه أبي
خرجتُ أنا.
لم يعبأ باسم فرات بمستعمرات الورود والخضرة الطافحة التي أثقلت شوارع ولنغتن أو باحات هيروشيما أو جنائن لاوس ، تلك المنافي النابضة بالجمال والسلام التي جابها الشاعر ، بل إنغمس مع دوائر الدخان الأسود المتصاعد بين الحين والآخر من رحم الوطن المتشظي ، ويريق الدمع بلا هوادة ، مع تأوهات الثكالى وإنبجاس الموت ، الذي أطاح بكل صروح الفرح المدجج بالأمل والترقب.
من بين فحولة المنفى وسرمدية الوجع ، طرز هذا السومري الفراتي العذب جل ترنيماته اللائبة ، وهمهماته التي ترشقنا طورا بإنبهار مطلق وطورا بخرائط شعر باذخة الإحساس.
لقد رصد فراتنا العذب مشهد الشعر بعين فوتوغرافية مدهشة ولاقطة لأشكال الجمال ، حيث نهل من درايته وحرفيته في فن التصوير لآلئ الإبداع ، ليسبك شعراً متشحاً بغرس الطبيعة ومروجها الغناء ، حتى ننتشي جميعاً بقدّاسه الفوتوشعري .
لم ينسلخ باسم فرات كذلك من براثن كربلاء ، تلك المدينة الفجائعية التي انصهرت مع الوجع والندب ، وتنتكس خشوعاً في كل عام لذكرى واقعة الطف الأشد وجعاً وإيلاماً، ظلّ يداعبه مشهد الحزن العارم الذي يهدهد أركان المدينة المنكوبة ، ذات القباب الذهبية اللافتة للقلب ، حتى نكاد نسمع حشرجات المواكب وعويلها تئن في سماوات باسم فرات ، التي أحالها الى موقد شعره اللاهب بالوجد والحزن ، وهذا الوشيج المتشظي ظل يمخر عباب شاعريته حتى نسمع لسان حاله يقول :
أبي
حزنٌ عتيقٌ
أمي
كتابُ الحزنِ
حين فتحه أبي
خرجتُ أنا.