انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    موسى حوامدة: باسم فرات والتجربة اليابانية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 533
    تاريخ التسجيل : 14/09/2010

    موسى حوامدة: باسم فرات والتجربة اليابانية Empty موسى حوامدة: باسم فرات والتجربة اليابانية

    مُساهمة  Admin الإثنين أكتوبر 25, 2010 12:42 am

    حملَ باسم فرات عيني كربلاء ودموع دجلة والفرات، وحزن بلاد الرافدين، ومضى مهاجرا في الآفاق، مرّ من عمان ثم ذهب إلى نيوزيلندا واستقر في اليابان، لكنَّ غربته ولجوءه لم يمنعاه من استذكار تاريخ العراق وثقافته، بل ربما كان المنفى كما يقول إدوارد سعيد (مأوى المثقف بامتياز)، وطنا آخر ومحفزا على العمل والإبداع، هكذا بدأ العراق يشع في ذاكرة باسم، وبدأت بغداد تسطع حاضرة، وكربلاء تحيا من جديد، وعادت سيرة باسم القديمة، بما فيها من حرقة وألم تتجدد. وقد فهم باسم كما قال لي وهو في اللجوء تاريخ العراق أكثر مما كان يراه وهو داخله، رأى ما رأى وطوف ما طوف وتشرب صوته المنافي والوجع والغربة وآلام الهجرة، لكن الحنين لم يبارحه، ودرج البيت الأول لم يفارق ذاكرته.
    لكن ما يميز باسم فعلا هو تجربته اليابانية فقد انخرط في الثقافة والحياة اليابانية ليس انخراط السائح او الجوال بل اقبال الشاعر الشغوف بالمعرفة والعيش، والانفتاح على الاخرين، فنهل ونهم من الثقافة اليابانية، وربط بين فاجعة هيروشيما وناغازاكي على يد أمريكا، وبين فواجع العراق الكثيرة والأخيرة.
    في القصائد التي قرأها باسم في مركز رؤى للفنون في عمان قبل أيام، توضحت التجربة الياباينة أكثر، وتجلت نتيجة تدقيق الشاعر في الصورة وتعمقه في الحياة اليابانية التي تجلت في قصائده الجديدة. كتب باسم عن القبور والمعابد اليابانية وعن الساموراي الذي تحنط وصار دمية، وكتب عن الرموز اليابانية والديانات العديدة هناك، والمدن التي تعرضت للقنبلة النووية، وأفاد من غربته السابقة في نيوزيلنده ودمج بين جلجامش وأساطير العراق وأساطير نيوزيلنده قبل أن يغرف من ثقافة اليابان وشعر الهايكو فيها. كثيرون يمرون على الأماكن مرور الكرام لكن باسم لا يحمل حقيبة سائح وهو يعيش المنفى، أينما حل يتشرب ماء الينابيع الطبيعية، يتنفس هواء المكان، يتفحص ما يرى أمامه، فقد استفاد من مهنة النحاسة، حينما كان صغيرا واستفاد من هواية التصوير لكنه ظل شاعرا يمزج بين الألم والأمل بين الرعشة والصدمة بين الغربة والوطن، لا يخاف من ثقافة الآخرين بل يندس فيها بلا تحفظ ولكن دون أن يفقد روحه السومرية التي ربطت بين السومريين والسامورائيين وبين كربلاء الحسين وهيروشيما الكارثة وبين نهر الخلود الأبدي وجبل فوجي الشهير.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 16, 2024 3:48 pm