أجدُ من الضروري الإنفتاح أمامَ الشعر ِخارج حدود المكان... بفضاءاتٍ مُلتمعةٍ ومُضيئةٍ وقد نكتشفُ الكثيرَ من العلاماتِ والإشاراتِ التي تكتزُ بالكثير ِمن الأيقوناتِ، ولعلّ ذلك يسجلُ للآخرِ / المتلقي نقطة إضافة ، ربما غفلتْ عنا كثيراً، فالعلمُ مبني على أسرارٍِشعريةٍ.. بل كلماتٍ شعريةٍ تسكنُ في ذاتِ الشاعر ِ، ليصبحَ هو مالكَ الأشياءِ ، فمهما تعدّدتْ أدواتُ الشاعر ِ.. ومهما كانتْ مرجعيتُهُ المعرفيةُ، فأنهُ يقفُ بشعرهِ ليستعيرَ العالمَ بإيماءاتهِ ليحضرَ لديهِ الشعرُ كمهيمن ٍكبير ٍ، ويغيبُ جسدُهُ ضمنَ حدودِ مكانهِ..
من هنا وبمنجز ِالشاعر ِالعراقي المغتربِ.. (باسم فرات) تتشكلُ إشاراتُ الحضور ِمن خلالِ قصائدِه ِالتي لازالتْ تعيشُ مكانَ ولادتهِ (كربلاء) وأماكنَ العالم ِكلهِ، وقد تكرر ذلك في الكثيرِ من قصائدهِ.. وهذا بحد ِذاتهِ يُعطي لنامفهوماً معمّقاً (مخياليا ً) للشاعر ِ وهو يرسمُ مكانَهُ في أبعدِ نقطةٍ على الكرةِ الأرضيةِ (هيروشيما) فكربلاءآته هناك وفراته (نهره) هناك، ورغيفُ خبزهِ العراقي هناك، فهو بذلك حاضرٌ معنا، بشعرهِ ، كأنّ جسدَهُ تلاشى من مادتيهِ، أي غابَ من حضورهِ الحياتي..
لم يكتفِ باسم فرات بصياغةِ كلماتهِ الشعريةِ نحو التأصيل ِالمعرفي للغتهِ العربيةِ، بل وجدْنا من خلال فتح ِوكشف ِالصور ِالعديدةِ ، أنهُ تناولَ الشعرَ من منطقةٍ كونيةٍ منفتحةٍ ، ومضيئةٍ أمامَ كافةِ الأشياءِ ، رؤيويا ً، ورؤياوياً ، لنلمسَ من ذلك حضورَهُ بأقلام ِنقادٍ آخرين من جنسياتٍ غير عربيةٍ ، وجدنا ذلك من خلال الدراساتِ النقديةِ ، المترجمةِ والتي سنقرؤها في هذا الكتابِ.. هذا يعني أن الشاعرَ إستطاعَ من خلال تكثيفهِ وإختزالهِ للواقع ِالمعاش ِأن يتعاملَ معَ الشعر ِ بوصفهِ قضية شمولية امام العالم هذا ، وحتى أيقوناته الشعرية بدأت تأخذ إنحناءات واسعة لكشف مضامين كانت خافية عليه سابقا وهذا مانجده في ديوانه (خريف المآذن).. فحين نأخذ بنظر الأعتبار أن الشعر بمكوناته وتكوناته يعتمد على اللغة بوصفها إستعارة وجود محض بالمفهوم ( الهايدغري) (من جهة )، وعلى الصورة بكافة تشكلاتها المكانية والفضائية (من جهة أخرى)، فهذا قد توفر عند باسم فرات، وشكل تأثيراً بارزاً عند قرائه ومتابعيه ، وفي مقدمتهم الشاعر سعدي يوسف الذي كتب في غلاف ديوانه (هناك وهناك) (لقد وجد باسم فرات طريقه المتفرِّد، في المشهد الشعري العراقي الرائع في المنفى)، وكذلك الشاعر (سركون بولص) الذي كتب على غلاف ديوانه (أنا ثانية) ، وايضا الشاعر البريطاني (ستيف ووتس) الذي كتب في مجلة (بانيبال / غ 25) بان الشاعر باسم فرات يأخذنا لنتأمل في حقيقة هذا العالم، وغير ذلك من النقاد والشعراء والآدباء العراقيين والعرب.
من جانب آخر، ومن صميم المتغيرات الشعرية التي حصلت في الساحة العراقية (حصراً) وأقصد بها الأجيال الشعرية منذ تجديد الشعر العربي وحتى يومنا هذا، نجد أن الشاعر (باسم فرات) واحد من الشعراء الذين حرصوا بمواظبة كبيرة على الكتابة الحديثة بكل تقنياتها وآلياتها من خلال الخصوصية التي تمتع بها حول تناوله العديد من البؤر الشعرية ، منها بوجه الخصوص إشتغالات المكان وفق آليات مخيلته وذاكريته، ولغة تأثير الحرب على جيله، كلها ساهمت على إعطاء الكتابة الحديثة، بالرغم من أن الجيل الثمانيني قد طرح ذلك قبل الجيل
التسعيني حصراً، فمع نهاية العقد الثمانيني من القرن الماضي هجرَ أهم أعلام الثقافة العراقية بلدهم بسبب الأوضاع المفروضة عليهم من قبل السلطة الحاكمة آنذاك، مما سهّل عملية ظهورهم على الساحة الدولية بأماكن متعددة في بلدان العالم، ومن خلال ذلك تأسست دور نشر
إهتمّت بتجارب الشعر العراقي (المغترب) لأهميتهِ.. بالإضافةِ الى الإطلاع ِالمعمّق على التجارب العالمية، كانت بحق مؤثرة ومفيدة لديهم ، مما أضاف الى مفاهيم الشعر شيء كثير.
حيث استثمر الشاعر ( باسم فرات) كل النقاط التي أشرنا اليها وأستطاع أن يؤثثَ مكانه الشعري وفق أدواته التي تتجدد بين فترة وأخرى ، ولعل آثار المكان الأول له (ولادته) والأماكن الأخرى التي عاشها ، أضافَ له ما يمكنه أن يصبح شاعراً مهماً وملفتاً للنظر ، فالقراءات النقدية والمتابعات الميدانية لشعرهِ برهنت ذلك.. ولازلنا ننتظرُ الكثيرَ منه .
(مقدمة كتاب مئذنة الشعر)
من هنا وبمنجز ِالشاعر ِالعراقي المغتربِ.. (باسم فرات) تتشكلُ إشاراتُ الحضور ِمن خلالِ قصائدِه ِالتي لازالتْ تعيشُ مكانَ ولادتهِ (كربلاء) وأماكنَ العالم ِكلهِ، وقد تكرر ذلك في الكثيرِ من قصائدهِ.. وهذا بحد ِذاتهِ يُعطي لنامفهوماً معمّقاً (مخياليا ً) للشاعر ِ وهو يرسمُ مكانَهُ في أبعدِ نقطةٍ على الكرةِ الأرضيةِ (هيروشيما) فكربلاءآته هناك وفراته (نهره) هناك، ورغيفُ خبزهِ العراقي هناك، فهو بذلك حاضرٌ معنا، بشعرهِ ، كأنّ جسدَهُ تلاشى من مادتيهِ، أي غابَ من حضورهِ الحياتي..
لم يكتفِ باسم فرات بصياغةِ كلماتهِ الشعريةِ نحو التأصيل ِالمعرفي للغتهِ العربيةِ، بل وجدْنا من خلال فتح ِوكشف ِالصور ِالعديدةِ ، أنهُ تناولَ الشعرَ من منطقةٍ كونيةٍ منفتحةٍ ، ومضيئةٍ أمامَ كافةِ الأشياءِ ، رؤيويا ً، ورؤياوياً ، لنلمسَ من ذلك حضورَهُ بأقلام ِنقادٍ آخرين من جنسياتٍ غير عربيةٍ ، وجدنا ذلك من خلال الدراساتِ النقديةِ ، المترجمةِ والتي سنقرؤها في هذا الكتابِ.. هذا يعني أن الشاعرَ إستطاعَ من خلال تكثيفهِ وإختزالهِ للواقع ِالمعاش ِأن يتعاملَ معَ الشعر ِ بوصفهِ قضية شمولية امام العالم هذا ، وحتى أيقوناته الشعرية بدأت تأخذ إنحناءات واسعة لكشف مضامين كانت خافية عليه سابقا وهذا مانجده في ديوانه (خريف المآذن).. فحين نأخذ بنظر الأعتبار أن الشعر بمكوناته وتكوناته يعتمد على اللغة بوصفها إستعارة وجود محض بالمفهوم ( الهايدغري) (من جهة )، وعلى الصورة بكافة تشكلاتها المكانية والفضائية (من جهة أخرى)، فهذا قد توفر عند باسم فرات، وشكل تأثيراً بارزاً عند قرائه ومتابعيه ، وفي مقدمتهم الشاعر سعدي يوسف الذي كتب في غلاف ديوانه (هناك وهناك) (لقد وجد باسم فرات طريقه المتفرِّد، في المشهد الشعري العراقي الرائع في المنفى)، وكذلك الشاعر (سركون بولص) الذي كتب على غلاف ديوانه (أنا ثانية) ، وايضا الشاعر البريطاني (ستيف ووتس) الذي كتب في مجلة (بانيبال / غ 25) بان الشاعر باسم فرات يأخذنا لنتأمل في حقيقة هذا العالم، وغير ذلك من النقاد والشعراء والآدباء العراقيين والعرب.
من جانب آخر، ومن صميم المتغيرات الشعرية التي حصلت في الساحة العراقية (حصراً) وأقصد بها الأجيال الشعرية منذ تجديد الشعر العربي وحتى يومنا هذا، نجد أن الشاعر (باسم فرات) واحد من الشعراء الذين حرصوا بمواظبة كبيرة على الكتابة الحديثة بكل تقنياتها وآلياتها من خلال الخصوصية التي تمتع بها حول تناوله العديد من البؤر الشعرية ، منها بوجه الخصوص إشتغالات المكان وفق آليات مخيلته وذاكريته، ولغة تأثير الحرب على جيله، كلها ساهمت على إعطاء الكتابة الحديثة، بالرغم من أن الجيل الثمانيني قد طرح ذلك قبل الجيل
التسعيني حصراً، فمع نهاية العقد الثمانيني من القرن الماضي هجرَ أهم أعلام الثقافة العراقية بلدهم بسبب الأوضاع المفروضة عليهم من قبل السلطة الحاكمة آنذاك، مما سهّل عملية ظهورهم على الساحة الدولية بأماكن متعددة في بلدان العالم، ومن خلال ذلك تأسست دور نشر
إهتمّت بتجارب الشعر العراقي (المغترب) لأهميتهِ.. بالإضافةِ الى الإطلاع ِالمعمّق على التجارب العالمية، كانت بحق مؤثرة ومفيدة لديهم ، مما أضاف الى مفاهيم الشعر شيء كثير.
حيث استثمر الشاعر ( باسم فرات) كل النقاط التي أشرنا اليها وأستطاع أن يؤثثَ مكانه الشعري وفق أدواته التي تتجدد بين فترة وأخرى ، ولعل آثار المكان الأول له (ولادته) والأماكن الأخرى التي عاشها ، أضافَ له ما يمكنه أن يصبح شاعراً مهماً وملفتاً للنظر ، فالقراءات النقدية والمتابعات الميدانية لشعرهِ برهنت ذلك.. ولازلنا ننتظرُ الكثيرَ منه .
(مقدمة كتاب مئذنة الشعر)